Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 25-26)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحا } هو ابن لملك متوشلخ بن إِدريس وهو أَول نبى بعد إِدريس { إِلَى قَوْمِهِ } ابن أَربعين سنة ، ودعا قومه تسعمائة سنة وخمسين سنة وعاش بعد الطوفان ستين سنة فعمره أَلف وخمسون ، أَو ابن مائة أَو ابن خمسين أَو ابن مائتين وخمسين ودعاهم تسعمائَة وخمسين وعاش بعدهم مائتين وخمسين فعمره أَلف وأَربعمائِة وخمسون ، واسمه عبد الغفار ونوح لقبه ، والتقدير ووالله بواو العطف وواو القسم حذفت واو القسم مع مجرورها وبقيت العاطفة ، ولا بأْس باجتماع واوين ولا سيما مع حذف إِحداهما ، لا كما قيل أَنه يتعين القسم هنا بالياءِ أَو التاءِ كقوله فبعزتك وقوله وتالله لئَلا يجتمع واوان { إِنِّى لَكُمْ نَذِيرٌ } مخبر لكم بالعذاب إِن لم تؤْمنوا وبالنجاة إِن آمنتم { مُبِينٌ } أَى قائِلا إِنى لكم نذير مبين ، أَو يقول ، وهذا القول حال مقدرة أَو يقول استئناف بيانى أَى إِنى لكم إِلخ ، محكى بأَرسلنا أَو تفسيره له لتضمنه معنى القول لأَن معنى أَرسلنا إِلخ قل لهم إِنى لكم نذير ولكم متعلق بنذير واللام للتقوية وتعليقها هنا أَولى لضعف نذير بالتقديم عليه ، وكونه معدولا به عن أَنذر زيادة على ضعفه بالوصفية ، ومبين من أَبان اللازم أَى ظاهرا والمتعدى أَى مبين وجه الخلاص فحذف مفعوله ويجوز أَن يكون مفعوله هو قوله : { أَن لاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ } ويجوز أَن تكون أَن مفسرة لنذير أَو لمبين لأَن فيهما معنى القول دون حروفه ، ولا ناهية أَو يقدر متعلقة بنذير وبأَرسلنا ولا نافية ، ومعنى النفى أَنه لا يليق بكم إِلا عبادة الله عز وجل { إِنِّى أَخَافُ } لم يقل أُوقن لإِمكان إِيمانهم بعد عنده { عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ } بمعنى مؤلم بكسر اللام كسميع إِذا كان بمعنى مسمع وكنذير بمعنى منذر كاستعمال مصدر الثلاثى بمعنى الرباعى فما فوقه وأَسند الأَيام إِلى اليوم إِسنادا عقلياً مجازيا ، وإِنما هو لله عز وجل أَو بمعنى مؤْلم بفتح اللام على طريق التجوز ذلك لأَن المؤْلم بفتحها حقيقة هم القوم لا اليوم مبالغة ، أَو بمعنى المتأَلم كأَنه سرى إِليه التوجع منهم لشدته ولا داعى إِلى جعله نعتاً لعذاب مجرورا للجوار لأَن إِسناد التأَلم أَو الأَيام أَو الأَلم غير حقيق أَيضاً ، والمراد باليوم يوم القيامة أَو يوم فى الدنيا وهو يوم الغرق وهو أَنسب بالتنكير ، وعلى إِرادة يوم القيامة فالتنكير للتعظيم ، ثم إِنه لا يخفى أَن عقاب الدنيا بالاستئصال ونحوه مستلحق لعذاب الآخرة أَيضاً …