Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 86-86)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ بَقِيَّةُ اللهِ خيْرٌ لكُمْ } ما يبقى لكم عند الله وهو الجنة إِن آمنتم واتبعتم الحق خير لكم مما تتمتعون به من الأموال الحرام بالتطفيف والبخس أَو غيرهما ، أَو ما أَبقى الله لكم من الحلال بعد الحرام خير لكم ، وعن ابن عباس : بقية الله رزق الله تعالى ، وأَضاف البقية إلى الله تشريفا للحلال لا لكون الحرام ليس رزقا ، فإنه رزق مؤاخذ عليه لا كما قالت المعتزلة إِنه غير رزق ، والبقية اسم لما يبقى كما رأَيت أَو وصف الأَصل ، أَى قطعة أَو حصة باقية ، ويجوز أَن يكون البقية طاعة الله كقوله تعالى : { والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا } [ الكهف : 46 ، مريم : 76 ] ، سميت باقيات لبقاءِ ثوابها ، وقيل بقية الله وصية الله تعالى وعز وجل ، وعن الفرَّاءِ مراقبة الله عز وجل أَى لازمها ، وقال قتادة : ذخيرته ، وقال الحسن : فرائضه { إِنْ كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ } مصدقين بما قلت لكم عن الله من تحريم الشرك والتطفيف والبخس والإِفساد ، وذلك أَنه لما لم يؤمنوا لم ينتفعوا بمالهم من الحلال بل يحاسبون عليه حسابا عسيرا لأَنهم غير شاكرين ويتوصلون به إٍِلى المعاصى { وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } أَحفظكم من القبائح ، وهذا أَنسب بما سبق من زجرهم عن المعاصى ، أَو ما أَحفظ عليكم أَعمالكم لأُجازيكم بها وما علىَّ إِلا البلاغ وقد بلغت ، أَو لا أَحفظ لكم نعم الله لأَنها تزول بالكفر .