Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 111-111)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لَقدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ } قصص الرسل أَو قصص إخوة يوسف { عِبْرَةٌ لأُِولِى الأَلْبَابِ } العقول المستعملة فينتفعون بها ، أَو مطلق العقول فيخسر من لم يستعملها { مَا كَانَ } هذا القرآن { حِدِيثاً يُفْتَرَى } أَشار إلى القرآن لحضوره أَو لتقدمه فى قوله : { إِنا أَنزلناه قرآناً عربياً } [ يوسف : 2 ] { وَلَكِنْ تَصْدِيقَ } كان تصديقاً كقوله تعالى : { ما كان محمد أَبا أَحد من رجالكم ولكن رسول الله } [ الأحزاب : 40 ] ولا حاجة إِلى جعله تعليلا لمحذوف ، هكذا لكن أَنزلناه تصديقاً ، أَو حالا بمعنى أَنزلناه مصدقا { الَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ } من الإِنجيل والزبور والتوراة والصحف { وتَفْصِيلَ كُلِّ شَىْءٍ } يحاج إليه فى الدين من حلال وحرام ، والحدود والأَحكام والمواعظ والأَمثال وأَوامر الدين كلها فى القرآن بالذات ، أَو بالواسطة ، { وَهُدى } من الضلال { وَرَحْمَةً } دينية ودنيوية { لِقَومٍ يُؤْمِنُونَ } خصوا بالذكر لأَنهم المتأَثرون بالقرآن ، وفى جعله تصديقاً وتفصيلا وهدى ورحمة مبالغة كأَنه نفس ذلك ، أَو يقدر مضاف أَى ذا تصديق إِلخ ، ويقدر بالوصف أًَى مصدقاً ومفصلا وهاديا ورحمة ، والإِسناد مجاز والحقيقة لله ، وإِذا كانوا مؤْمنين فهداهم تحصيل الحاصل ، الجواب أنهم يزدادون الإيمان والهدى ، والمراد يشارفون الإيمان والهدى فيحصل ذلك لهم به ، أَو يؤمنون فى قضاءِ الله ويهتدون ، وهكذا فى مثل ذلك تقول فى القرآن ، ووجه الاعتبار بقصصهم أَن القادر على إٍخراج يوسف من الذل والمصائِب قادر على إِظهار دين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .