Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 20-20)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَشَروهُ } باعوه ، عطف على أَسروه والضمير للوارد ومن معه باعوه فى مصر ، واشتروه من إِخوته ، وعليه ، فالشراءُ مقابل البيع ، أَوللإخوة بأَمره للوارد ومن معه لما رأَوه ضربوه وشتموه وقالوا : هذا عبد أَبق منا ، فاشتراه مالك بن ذعر { بِثَمَنٍ بَخْسٍ } مبخوس لزيفه بنحاس مثلا أَو لنقصه وزنا ، أَو لزيفه ونقصه معا ، أَو لكونه ثمن حر وهو حرام ، والحرام بخس أَى ناقصة البركة { دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ } بدل من ثمن ، ومعنى معدودة قليلة ، قيل : كانوا يزنون ما بلغ الأُوقية ويعدون ما دونها ، والأُوقية أَربعون درهما ، قيل : كان عشرين درهما ، وقيل : اثنين وعشرين ، وعلى كل حال هو مِمَّا يعد لأَنه دون الأُوقية { وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ } فيه متعلق بالزاهدين ، ويناسبه القول بأَن أَل فى الأَوصاف حرف تعريف ، ولو كانت للزم تقدم معمول الصلة عليها ، ويجاب بأَن الظرف يتوسع فيه ، أَو يقدر ، وكانوا زاهدين فيه من الزاهدين ، أَى من جملة الزاهدين ، أَو من الزاهدين فيه من الزاهدين ، والثانى توكيد ، والزهد فى الشىءِ وعنه الإعراض عنه ، فإِن كان الضمير لإِخوته فإِعراضهم ظاهر ؛ لأَنهم أَرادوا إِهلاكه ، فهو عندهم هين يباع ببخس ، ويقال : باعوه وقالوا لمشتريه قيده إِنه أَبق ، فقيده ، وإِن كان للوارد ومن معه ، والشراء بمعنى البيع فزهدهم لأَنهم التقطوه ، والملتقط لشىء يبادر البيع بما وجد لئَلا ينتزع منه ، وإِن كان بمعنى الشراءِ ضد البيع فالزهد فيه لقول إِخوته الباقين له إِنه أَبق فلا يحرصون فى شرائِه بثمن غال .