Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 96-96)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلَمَّأ أَنْ جَاءَ } قبل وصول العير { الْبَشْيرُ } يهوذا بالقميص قال : أَنا أَحمل إِليه القميص هذا لأُفرحه به كما أَحزنته برفع قميص يوسف الملطخ بالدم ، يقال ذهب به حافياً مكشوف الرأْس يسرع ، وزاده سبعة أرغفة لم يتسوف أكلها حتى أتى أباه ، والمسافة ثمانون فرسخاً أَو غيرها ، سبق العير فارقهم من حين وصلوا العريش أو من حين انفصلوا عن عمران مصر ، وقيل : البشير الجائِى مالك بن ذعر رجل من عرب البدو ، والصحيح مامر ، ويرده قوله : فأَلقوه على وجه أبى { أَلْقَاهُ عَلَى وجْهِهِ } وجه يعقوب ، وضمير القى للبشير ، وقيل ليعقوب وهو أنسب بالأَدب ، ورجح الأَول بقوله : فأَلقوه على وجه أبى ، ولما ألقى على وجهه دخل ريحه أنفه ، وقيل : الوجه عيناه لأَنهما فيه وهما بعضه ، وقيل الوجه جسده ، عبر بالبعض عن الكل { فَارْتَّد } بالله أو مع واسطة تحرك القوة فيه { بَصِيراً } صار بصيراً بعد العمى ، أَو صار كامل البصر بعد نقصه ، أو بعد كونه كالأَعمى لكثرة الدموع أوجع من العمى أو من كماله أو من شبهه ، فعلمه يعقوب كلمات ورثها من أَبيه إسحاق وإسحق من أبيه إِبراهيم : يا لطيف فوق كل لطيف ، الطف بى فى أُمورى كلها ، كما أحب وأرضى فى دنياى وآخرتى ، وسأل البشير : كيف يوسف ؟ قال : ملك مصر ، فقال : ما أَصنع بالملك ؟ على أَى دين تركته ؟ قال : على دين الإسلام ، قال : الآن تمت النعمة ، وما وجدت ما أَكافئُك به وما اختبزنا سبعة أَيام ، ولكن هون الله عليك سكرات الموت { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ مِنَ اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } أَلَم أَقل مقول لكم { اذهبوا فتحسسوا } [ يوسف : 87 ] إِلخ أَو أَلم أَقل لكم إنى لأَجد ريح يوسف ، أَو أَلم أقل لكم لا تيأَسوا إلخ ، ومعنى أَعلم من الله إِلخ ، أَعلم من سعة رحمة الله ما لاتعلمون أَو أَعلم بالوحى ما لا تعلمون من اجتماعى بيوسف ، وأَنه حى ورؤْياه صادقة منتظرة ، والخطاب لمن عنده قبل ، وقيل لابنه القادم ، والجمع تعظيم ، أَو لأَنه معتبر مع إِخوته ، أَو هذا المقال بعد حضورهم .