Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 35-35)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَّثَلُ الْجَنَّةِ } صفتها ، والخبر محذوف أَى فيما يتلى عليكم أَو مما يتلى عليكم مثل الجنة ، كما قدر سيبويه وغيره ، مما يتلى عليكم حكم السارق والسارقة فاقطعوا أَيديهما ، مما يتلى عليكم حكم الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد ، أَو الخبر قوله : تجرى من تحتها الأَنهار إِلخ ، وقوله : أُكلها دائم خبر ثان والرابط إِعادة المبتدإِ بمعناه ، والمثل بالفتح ، والمثل بالكسر فإِسكان سواءٌ كالشبه والشبه بذلك الضبط وزنا ومعنى ، ولكن كثر استعمال المثل بالفتح فى الكلام السائِر المشبه مضربه بمورده ، ولا يضرب إِلا لما فيه غرابة ، ثم استعير لكل ما فيه غرابة تشبيها بالمثل السائِر فى الغرابة ، وإِن قدر الخبر مفردا والجملة نعتا لم يكن تشبيها بالمثل السائِر بل مطلق المماثل هكذا مثل الجنة { الَّتى وَعِدَ الْمُتَّقُونَ } جنة { تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ } فيكون الخبر مفردا والمثل وصف بمعنى مشابه ومماثل لا بمعنى صفة ، والمراد وعد المتقون على اتقائِهم لأَن الوصف يدل على العلة والمفعول الثانى محذوف ، أَى وعدها بالبناءِ للمفعول ، والمراد تنبع من تحتها أَو من موضع آخر لكن بالنسبة إِلى ما بعدها تكون كالمبدإِ { اُكُلُهَا } ثمرها الذى يؤكل { دائِمٌ } لا ينقطع ذاته كما تنقطع أَكثرُ ثمار الدنيا ، بمضى فصولها وأَوقاتها ، ولا ينقطع وصفها بالقدم أَو بالفساد ، وبالقوة كثمار الدنيا وتتغير بالبقاءِ ، بل هى أَبدا طرية جديدة بعد دخولها ، فلا يقدح فى ذلك فناؤها قبل دخولها ، فعلى قول فنائها يجددها الله فيدخلونها ، وما أَكلوا فيها يفنى ويجدد مثله { وَظِلُّهَا } كذلك ، أَو دائِم ، واختير الأَول لعدم التكرير معه ، ولا بأْس بالثانى لأَنه غير مذكور ، والمراد بدوامه أَنه لا ينسلخ بالشمس كظل الدنيا إِذ لا شمس فيها { تِلْكَ } أَى الجنة المذكورة { عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا } عاقبتهم بعد الدنيا أَو ثمرة أعمالهم فيها وعلتها اتقاؤهم الشرك والمعاصى { وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ } عاقبتهم بعد الدنيا أَو ثمرة معاصيهم فيها وعلتها الشرك والمعاصى المعبر عنهما بالكفر ، وهذا إِقناط للكفار فى الجنة ووعد بالنار لا يتخلف .