Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 40-41)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وإِنَ مَّا } إِن الشرطية وما المؤكدة لربط الجواب بالشرط { نُرِيَنَّكَ } يا محمد { بعْض الَّذِى نَعِدُهُمْ } من العذاب فى حياتك { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } قبل تعذيبهم والجواب محذوف أَى فلا لوم عليك ما أَنت بملوم ، ناب عنه علته وهو قوله : { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ } أَى لأَنه ليس عليك إِلا البلاغ أَى تحصيل البلاغ ، وقد حصلته ، أَو البلاغ اسم مصدر بمعنى التبليغ ، ولأَنه لا حساب إِلا على الله كما قال { وَعَلَيْنا } لا عليك ولا على غيرك { الحِسَابُ } للمجازاة عليهم ولك ، ولا يهمنك شأَنهم ، والعذاب يصيبهم لا محالة ، والإِسلام يعلو الكفر وعدا لا يتخلف ، وما تقدم أَولى من تقدير الجواب للفعل الأَول على حدة هكذا ، فإِما نرينك بعض الذى نعدهم فذاك شافيك من أَعدائِك أَو نتوفينك فلا لوم عليك ، ولا بد من عذابهم وهذه طلايعه مذكورة فى قوله : { أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِى الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا } ومكة وسطها ، أَشكوا ولم يروا أَو أَنكروا ولم يروا أَنا نقصد أَرض المشركين بالفتح لبلد بعد بلد نقصاً من أَطراف المشركين وزيادة فى أَطراف المؤمنين ، وجملة ننقصها حال من ضمير نأْتى أَو من الأَرض ، أَو ننقص بلاد الأُمم السابقة بكفرهم ، أَفلا تخافون أَن تهلكوا مثلهم لكفركم ، ويضعف ما قيل عن ابن عباس : ننقصها بموت الأَشراف والكبراء والعلماء والصالحين ، ولعل هذا لم يصح عن ابن عباس إِذ ليس المهام له ، اللهم إِلا أَن يقال : أَلم يروا أَنا أَهلكنا قبلهم من هو أَشرف منهم فكيف هم مع كفرهم { واللهُ يَحْكُمُ } فى الخلق بما يشاءُ ، ومقتضى الظاهر ونحن نحكم ، وجعل الظاهر موضع المضمر لتربية المهابة بلفظ الجلالة وتحقيق الخبر لكونه من الجليل الذى اسمه الله { لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ } لا يأْتى أَحد عقب حكمه بما يبطل حكمه ، أَو ينقضه أَو يضعفه ، وقد حكم للإِسلام بالإِقبال ، وللكفر بالإِدبار ، فلا بد من وقوعه خارجاً بالمعاينة ، والجملة حال من ضمير يحكم { وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } قريب عذابهم بعد الموت ، أَو حسابهم يوم البعث بأَن يناقشهم بعد عذابهم فى الدنيا بالذل والخوف والقتل والجلاء من ديارهم وغير ذلك ، وكل آت قريب ، ويجوز عود الحساب إلى ثواب المؤمنين وعقاب الكافرين .