Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 6-6)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيسْتَعْجِلُونَكَ } حين أنكروا ما أَنذروا به من النار على إنكارهم وذلك قولهم : { متى هذا الوعد } [ يونس : 48 ] { بَالسَّيِّئَةِ } العذاب { قَبْلَ الْحَسَنةِ } وهى الإِبقاءُ بلا عذاب ، والقبيلة اختياره كأَنه قبل قدموا فى اختيارهم العذاب ، وتركوا الإِبقاءَ بدونه ، وهو الإمهال فإن العذاب منتف فيه ، والتوبة ممكنة فيه أو الحسنة خير الدنيا والآخرة لو آمنوا ، والمضارع للاستمرار أو الحكاية الحالة الماضية ما زالوا فى إِنكار إِذا خبروا بالبعث قالوا أَئِذا متنا ، وإِذا هددوا بالعذاب قالوا متى هذا الوعد { وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ } العقوبات لأَمثالهم من المكذبين الفاضحة أَو المبقية أَثراً كقطع أَنف أَو يد أَو فقء عين فما لهم لا يخافون أن تنزل عليهم لتكذيبهم ، سمى العقاب مثله لأَنه مثل ما يعاقب عليه { وَإنَّ ربَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى } أى مع { ظُلْمِهِمْ } كبائِرهم وصغائِرهم إِذا لم يصروا ، ولا تعجزه معصية ولو بلغت ما بلغت ، والآية زجر عن الإِياس لا مغفرة بلا توبة ، أَو هى فى الصغائِر لمن اجتنب الكبائر ، أَو المغفرة الستر فى الإِمهال وهو بعيد فلا دليل فيها على مغفرة المصر ، فلنا إِحباط الحسنات بالسيئَات ، ولنا قيد التوبة فى الآى الأُخر ، فالعمل به لا بالإِطلاق ، ومن الجهالة الغفلة عن أَن الآية قضية مطلقة عامة بظاهرها فيلزم أَن كل ظالم مُصر يغفر له ، ولا يقول ذلكَ إلا من تبرءوا من مذهبه وهم المرجئَة ويكرهون الانتساب إِليهم ، وتشمل بظاهرها المشركين ، ولا يقولون به هم ولا غيرهم لقيام الدليل والإِجماع على أَن لا مغفرة للشرك غير التائِب من شركه { إِن الله لا يغفر أَن يشرك به } [ النساء : 48 ، 116 ] وعلى ظلمهم حال من الناس ، أَو متعلق بمفغرة ، والظلم شامل لظلم نفسه ولظلم غيره ، ولا يعجزه غفران الظلم ولو لغيره مع التخلص من اتباعه ، ويقضى الله عنه إن تاب نصوحاً ولم يجد ما يعطى قيل : قال الله - عز وجل - : " لذو مغفرة للناس " للمبالغة فى الرحمة ، ولذلك لم يقل : وإن ربك لذو عقاب شديد ، مع أَنه أَوفق للفاصلة ، روى ابن أَبى حاتم من رواية حماد بن سلمة عن على بن زيد بن سعيد بن المسيب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لولا عفو الله وتجاوزه لما هنأَ أَحدا العيش ولولا وعيده وعقابه لا تكل كل أَحد " أَى على عفوه فقوله : لولا عفو الله عائد إلى قوله : إن ربك لذو مغفرة ، وقوله : لولا وعيده عائِد إلى قوله : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَشدِيدُ الْعِقَابِ } لمن اَصر .