Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 17-17)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَتَجَرَّعُهُ } يعالج أَن يبلعه لحرصه على الشراب ، ولا ينفعه أَو يجبر على بلعه مرة بعد أُخرى ، أَو يطاوع التجريع أَو يتمهل فى الجرع شيئاً فشيئاً ، والجرع حال من ضمير يسقى ، أَو نعت لماءِ أَو حاله ، أَو نعت لصديد ، أَو مستأْنف للبيان كأَنه قيل : ما حاله مع مرارته وحرارته ونتنه وخبثه ؟ فقال : يتجرعه . { وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ } يجيزه فى حلقه بالبلع ، فهو يشربه بالقهر مع بعد ذلك فى الطبع يغصه فى حلقه ثم يصل بطنه ويذيب أمعاءَه ، كما قيل : يعرض عليه ولا يشربه ، وقد قيل : المعنى يكاد لا يسيغه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فى الآية : " يقرب إٍلى فيه فيكرهه ، فإِذا أُوتى منه شوى وجهه ، ووقعت جلدة رأَسه ، فإِذا شربه قطع أَمعاءَه حتى تخرج من دبره " { وسقوا ماءً حميماً فقطع أَمعاءَهم } [ محمد : 15 ] { وإِن يستغيثوا } [ الكهف : 29 ] الاية { يصهر به ما فى بطونهم } [ الحج : 20 ] فذلك دليل على وصوله أَو وصول بعضه جوفه بالإِساغة قهراً ، أَو يؤول لا يسيغه بلا يستطيبه كما قيل : لأَن انتفاءَ الاستطابة متعين ، وانتفاءَ قربها متعين ، أَو الإِساغة ، البلع مع استطابة { وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ } أَسباب الموت من الغص فى حلقه وإِذابة أَمعائه فيطول عذابه بلا انقطاع { مِنْ كُلِّ مَكَانٍ } من كل نوع من أَنواع العذاب التى لو كانت فى الدنيا لمات ، أو تحيط به من جميع الجهات الست ، أو من كل مكان من جسده من كل شعرة ومن إِبهام رجليه إلى شعر رأسه ، والتعميم أَولى ، ومنه أَن يعلق نفسه من حلقومه فلا تخرج من فيه فيستريح ولا ترجع لموضعها فيهنأَ بها { ومَا هُوَ بِمَيِّتٍ } مع وجود أَسباب الموت كلها فلا استراحة لهم { وِمنْ وَرَائِهِ } خلفه أَو قدامه أَو بعد حاله ، ويجوز رد الضمير للماءِ { عَذَابٌ غَلِيظٌ } من ضرب بمقامع من نار والإِحراق بالنار والزمهرير والجوع ووجع الأَسنان ، وعذاب بعد عذاب بلا نهاية ، وازدياد العذاب أَبدا والخلود ، وقيل : حبس النفس فى الحلق ، وقيل : قوله : واستفتحوا إِلى هنا فى قريش طلبوا السقى فى سنى المجاعة كما مر فخابوا ، وعوضهم صديد النار وأَنواع عذابها .