Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 26-26)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ } هى كلمة كائنة ما كانت من الكفر ، وكل ما كان على خلاف الطيبة إِلا أَن الواضح عموم التعرض للمباح فى الطيبة والمكروه فى الخبيثة ، ومقتضى الظاهر ، وضرب الله مثلا كلمة خبيثة إِلخ ولم يقل ذلك لأَن ضربها مثلا غير مقصود بالضرب ، بل المراد به مجرد الإِخبار { كَشَجَرَةٍ } يقدر مضاف له كمثل شجرة ، أَو الكاف بمعنى مثل أَى مثل كلمة خبيثة مثل شجرة خبيثة { خَبِيثَةٍ } مخصوصة هى شجرة الحنظل ، ولو كان من الشجر ما هو مر مثلها وضعيف العروق قريب من وجه الأَرض أَو قويها ، ويقال : الكثوث نبت يتعلق بأَغصان الشجر بغير أَن يضرب بعروقه فيها أَو فى الأَرض . قال الشاعر : @ هو الكثوث فلا أَصل ولا ورق ولا نسيم ولا ظل ولا ثمر @@ وقد شاهدته ، ولعل المراد بالشجرة مطلق ما خبث منها وهو بمثلثتين ، وقيل الأُولى شين وهو بفتح الكاف وضمها ، وإِطلاق الشجر على الحنظل مجاز لأَنه لا ساق له فهو نجم لا شجر ، فالأَولى تفسيرها بالدفل ، لكن روى تفسيرها بالحنظل مرفوعا ، وعن الضحاك : أَنها الكثوث ، وعن الزجاج وغيره : أَنها شجرة الثوم ، وقيل : شجرة الشوك ، وقيل : الطحلب ، وقيل : الكمأَة ، ويرده أَنه لا خبث فى الكمأَة وكذا الطحلب ، وقيل : كل شجر لا يطيب له ثمر ، وعن ابن عباس : شجرة لم توجد مثل الله تعالى بها { اجْتُثَّتْ } أُصيبت جثتها بالقطع { مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ } ولو كان لها عروق لضعفها وقربها فوق الأرض ، فكأَن أَخذ عروقها معها أَخذ من فوق الأرض ، ووجه دخول ذلك فى التشبيه التنقيص بضعفها ، أَو المراد بفوق الأَرض اتصال أَغصانها بالأَرض ، وليس لها شرف علو الشجرة الطيبة لانبساطها على الأَرض ، ولا ثمر طيب بل ثمرها ردىءٌ ، أَو لا ثمر لها ، ويضعف تفسير الشجرة بشجرة الزقوم فى النار أَعاذنا الله منها { مَالَهَا مِنْ قَرارٍ } رسوخ ويجوز أَن يراد باجتثت أنها لانبساطها وضعف عروقها كأَنها مقطوعة ، وتسمية مالا ساق له شجرة مجاز .