Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 28-28)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللهِ كُفْراً } تعجيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أَو لكل من يصلح للتعجب من أَباطيل الكفار البعيدة عمن له أَدنى فهم وهم كفار قريش ، وفى ذلك حذف مضاف ، أَى بدلوا شكر نعمة الله كفر إشراك وما دونه ، والنعمة باقية ولم يشكروها حتى انتقم الله عز وجل منهم ، أَو لا يقدر مضاف فتكون النعمة زائلة عنهم بسبب كفرهم فذلك معنى التبديل فإِن الكفر سبب زوالها ، وقد اختاروه عنها ، ونعمة الله هى رسول الله ودين الإِسلام ، وسكنى الحرم الامن ، والقيام بأَمر الكعبة وخدمتها وتوسيع الرزق بدعاءِ الخليل عليه السلام ، قحطوا سبع سنين وقتل منهم سبعون يوم بدر وأُسر سبعون فذلوا ، ولا مانع من عموم الآية لغير قريش ، ولو قال : أَلم تر أَلا ترى إِلى قوله : { أَلم تر إلى الذين خرجوا } [ البقرة : 243 ] وهو لم يشاهد الخارجين ، وعن عمر وعلى : هم الأَفجران من قريش بنوا المغيرة كفيتموهم يوم بدر ، وبنو أُمية متعوا إلى حين أَى وقت أَجلهم { وَأَحَلُّوا } أَنزلوا بسبب الإِضلال { قَوْمَهُمْ } أَتباعهم ولو من غير نسبهم ، قلت قطعوا عن قريب ، وما كانت لهم دولة بعد إلا فى طرف الأَرض فى أَندلس { دَارَ الْبَوَارِ } الهلاك ، وأَصله الكساد استعير له لجامع عدم الانتفاع ، وضمائِر أَحلوا قومهم وبدلوا للرؤساءِ ، وإِن رددنا ضمير بدلوا للعموم ، وضمير أَحلوا قومهم للرؤساءِ جاز ، ولكن فيه تفكيك الضمائِر .