Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 30-30)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَجَعلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً } شركاءً فى دعواهم وزعمهم الباطل { لِيُضلُوا عَنْ سَبِيلِهِ } لم يتخذوها ليضلوا عن سبيل الله وهو التوحيد وشريعته ، بل ضلالهم سابق على اتخاذها لكن لما كان اتخاذها نتيجة لضلالهم ، جعل كأَنه غرض لضلالهم ، وأَيضاً يزداد ضلالهم بها ، فاللام لعاقبة الازدياد ، وجملة أحلوا وجعلوا معطوفتان على بدلوا فالتعجيب منسحب عليهما { قُلْ تَمَتَّعُوا } فى الدنيا قليلا ، والدنيا كلها قليل ، وهذا يقوى أَن الذين بدلوا هم قريش مثلا لا عموم كفار الأُمم ، قل يا محمد لقومك الذين بدلوا مع أَنه لا مانع من العموم كأَنه قال : قل لقومك الذين من جملة من بدلوا ، هددهم بالأَمر بالتمتع بالشهوات ، ومنها عبادة الأَوثان إِشعارا بأَن تمتعهم لا بد منه كما أَن الأَمر للوجوب ، وقد صدر من قاهر فلا بد من المأْمور به ، شبه انهماكهم فى التمتع بذلك بالتمتع الذى أمر به من لا يخالفه المأْمور بجامع تحتم الوقوع ، وكل من التمتع المهدد عليه ، والمصير إلى النار المهدد به واقع بحيث يترتب الثانى على الأَول كما علله بقوله { فَإِنَّ } لأَن { مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ } فذلك استعارة تمثيلية ، أَو نزل التقابل منزلة التناسب على الاستعارة التهكمية ، فإِِن اللفظ الأَمر بالتمتع ، والمراد النهى عنه ، والمصير مصدر .