Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 19-19)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا } بسطناها على الماءِ وترى بسيطة ولو كانت كروية لوسعها ، والنصب على الاشتغال ، وعطف مددنا المقدر على جعلنا عطف فعليه على فعلية { وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَواسِىَ } أَنزلنا فيها جبالا رواسى أَى ثوابت ، إِنزالا فيه بعض شدة ، وتلك الجبال كالأَوتاد للأَرض فلا تتحرك بالماءِ تحتها { وَأَنْبَتْنَا فِيهَا } أى فى الأرض لأن الكلام سيق لها بالذات ، وأَنواع النبات المنتفع به المختارة إِنما هى من الأرض ، أَو فى الأرض والجبال ؛ لأَن فى الجبال أَيضا أَنواعا نافعة ، ولو كانت دون ما فى الأَرض ، وقد يعود الضمير بمعنى يشمل الجبال بمعنى ما يقابل السماءَ ، وقد يقال : الضمير للجبال لقربها . ولأَن المعادن إِنما تتولد فى الجبال غالبا ، والأشياءُ الموزونة فى العرف والعادة هى المعادن لا النبات ، كما قال الكلبى : إِن الضمير للجبال ، وأَن كل شىءٍ موزون هو الذهب والفضة والنحاس والرصاص والحديد والكحل والزرنيخ والملح والزاج ونحوها من الأجساد { مِنْ كُل شَىْءٍ مَوْزُونٍ } بالميزان ذى الكفتين ونحوه من أنواع الموازين ، وذلك فى المعادن ، وعلى أَن المراد النبات ، ومع المعادن ، فالوزن : التقدير المعين ، الذى اقتضته حكمته ، أَو الوزن : الاستحسان ، يقال فى الشىءِ المجود أنه موزون ، كما يقال فى الكلام المنثور المجود إنه موزون ، أَو الوزن : تقدير المرتبة أَى ماله مقدار من الشأْن فى أًبواب النعمة ، ومن صلة فى الإثبات فى قول الأخفش والكوفيين ، فكل مفعول لأنبت ، أَو غير صلة فيقدر وأنبتنا فيها أَنواعا أَو أَفراد ثابتة من كل ما من شأْنه أَن يوزن بمعانى الوزن السابقة .