Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 9-10)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذَّكْرَ } القرآن من عندنا وليس كلاماً لمحمد مخترعا ولا لغيره { وإَنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } عن أَن يزيد فيه أَحد حرفاً أَو ينقصه كما فعل اليهود والنصارى بالتوراة وعن زوال شرعه قبل قرب الساعة جداً ، وعن القدح فيه والمعارضة عليه ، إِذ جعله فى فصاحة وبلاغة لا يقدر أَحد أَن يأتى بمثله ، ولو ادعى مدع مثله أَو أَدخل فيه لافتضح بالنقص كالنحاس الأَحمر بخضرة الذهب الإِبريز ، مع أَنه على لسان أُمى حفظه الله فلم يتغير ، ووكل كل حفظ غيره إِلى أَهل الكتاب فتغير كما قال { بما استحفظوا من كتاب الله } [ المائدة : 44 ] ويضعف رجع الهاءِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو دل عليه ذكر الإِنزال ، والمنزل كرجوعها إلى القرآن لذلك فى إِنا أَنزلناه ، لأَن عودها إلى مذكور قريب بلا تكلف وهو الذكر أَولى ، ولأَن رد إِنكارهم إِنما يظهر بإِقامة البرهان على كونه منزلا من عند الله ، وإذا رجعت إليه صلى الله عليه وسلم اختل إقامة البرهان ، لأَنهم ينكرون أيضاً قوله : { إِنا نحن نزلنا الذكر وإِنا له لحافظون } وسلاَّه الله عز وجل عن إِنكارهم بقوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَأ مِنْ قَبْلِكَ فِى شِيَعِ الأَوَّلِين } أَرسلنا رسلا من قبلك فى فرق الأَولين .