Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 1-1)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَتَى أَمْرُ اللهِ } كانوا يستعجلون ما أوعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من قيام الساعة وعذاب الدنيا { إن كان هذا هو الحق من عندك فأَمطر علينا حجارة } [ الأنفال : 32 ] { ويستعجلونك بالعذاب } [ الحج : 47 ، العنكبوت : 53 ] ، { يقولون متى هذا الوعد } [ يونس : 48 ] وإن صح ما تقول خلصتنا الأَصنام فنزلت الآية فوثب النبى صلى الله عليه وسلم ورفع الناس رءوسهم فنزل قوله تعالى : { فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } فإنه شر لكم لا تستنقذكم منه الأصنام ، ويضعف رد الهاءِ إلى الله ، أَى لا تستعجلوا الله بإتيان أمره يوم القيامة ، أَو العذاب كما قال : ويستعجلونك بالعذاب ، وأتى ماض بمعنى يأْتى لتحقق الوقوع ، وهو مجاز لأنه بمعنى حضر أى يحضر وقرينة المجاز حالية قبل نزول { فلا تستعجلوه } ، وهى أَنه لم يروا حضوره ولمانزل فلا تستعجلوه كان قرينة قالية ، ويجوز أَن يكون أَتى شرع فى التنقل فالماضى حقيقة أَو أَتت مقدماته ومبادئه كانشقاق القمر ونصر الرسول ، أَو قرب مجازاً وأَمر الله قيام الساعة ، وقيل عقوبة المكذبين ونصره صلى الله عليه وسلم وملكه بلادهم وأموالهم ، كما قتل النضر بن الحارث يوم بدر صبرا وهو القائل : { اللهم إن كان هذا } الآية ، روى أنه نزل قوله تعالى : { اقتربت الساعة } قال الكفار : أمسكوا عن بعض ما تفعلون حتى يتبين أَمره ، ومضت أيام فقالوا : ما نرى ما تقول ، فنزل قوله تعالى : { اقترب للناس حسابهم } [ الأنبياء : 1 ] فانتظروا ثم قالوا : ما نرى شيئاً فنزل { أَتى أمر الله } فوثب فرفع الناس رءُوسهم ، ولما نزل : { فلا تستعجلوه } اطمأَنوا ، والخطاب بفلا تستعلجوه للمؤمنين والكفار ، أَو للمؤمنين ، أَو للكفار قال صلى الله عليه وسلم : " بعثت أنا والساعة كهاتين إن كادت لتسبقنى " أشار بأصبعيه { سُبْحانَهُ وَتعَالَى } هذا خبار أَى تنزه الله تنزها بدليل عتلف تعالى ، وليس كسبحان فى قوله تعالى : { فسبحان الله حين تمسون } [ الروم : 17 ] فإِنه أَمر بالصلاة ، فليس المراد هنا أَمرا أَى سبحوا لله تسبيحاً أيها المؤمنون ، وقولك سبحانه - جل وعز - أَولى من قولك : - عز وجل - لأَن الجلال لا تعلق له بغيره وأَعم من العزة ، والعزة لها تعلق لأَن المعنى الغلبة على غيره وأخص { عمَّا يُشْرِكُونَ } فى قولهم إن صح ما تقول منعتنا آلهتنا منه ، وفى سائر أَقوالهم الملحدة وأَفعالهم التى هى إشراك كعبادة الأوثان ، ولا معنى للتنزه عن ذات ما يشرك به إلا من حيث الإشراك به فلتجعل ما مصدرية أَولى من جعلها اسما مرجوع فيه إلى مراعاة علة الإشراك بعد ، وكذا فى مثل ذلك .