Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 80-80)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ } من بيوت البناء بالماء والطين أو القرمد أو الجص أو الجبس أو نحو ذلك . { سَكَنًا } موضعًا تسكنون فيه حين الإقامة كالقبض بفتحتين بمعنى المقبوض ، ويجوز أن لا تقدر الوصفية ، وفى كما رأيت ، بل يعتبر معنى للسكن قال : @ جاء الشتاء ولم أعدد له سكنا يا ويح نفسى من شر القراميص @@ على المتبادر ، أو يجعل بمعنى ما يستأنس إِليه كقول صاحب لامية العجم : @ فيم الإقامة بالزوراء لا سكنى فيها ولا ناقتى فيها ولا جملى @@ وليس المراد أن لكم بيوتًا ليست سكنا ، ثم جعلها سكنا بل البيوت التى سكنتم هو الذى خلقها ، أو صيّرها لكم سكنا . { وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا } صغارًا وكبارًا بتركيب جلد إِلى جلد ، أو جلود ، وينسج من نباتها وهو الأكثر ، والبيت الذى من نبات الجلد هو من الجلد ، لأنه نبت عليه ، ومن للابتداء فى المعنيين على معنى يحصل لكم بيوتا من جلود الأنعام ، إما بها وإِما بشعرها ، وإن جعلنا من للتبعيض باعتبار البيوت من شعرها ، وللابتداء أو للبيان باعتبارها ، كان استعمالا للمشترك فى معنييه وفى جوازه خلاف . { تَسْتَخِفُّونَهَا } تجدونها خفيفة ، أو تعدونها خفيفة { يَوْمَ ظَعْنِكُمْ } إنتقالكم من موضع الحلول قصد الماء أو نبات أو أمان أو غير ذلك فى السفر ، يسهل حملها . { وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ } يسهل عليكم ضربها بأوتاد فى الأرض زمان السفر ، وقيل : فى الحضر على معنى أنكم لا تهتمون بها إذا أردتم سفرًا سهل عليكم تحصيلها ، إن لم تكن حاصلة ، وقيل : إذا أردتم ضربها فى الحضر فى موضع قريب تسهل عليكم ، وعلى القولين هذين يكون : يوم ظعنكم شاملا للبث فى السفر والنزول فيه . { وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا } عطف على من جلود الأنعام . { أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَىحِينٍ } معطوفان على بيوتا ، وذلك عطف على معمولى عامل واحد ، والأثاث الآلات التى تكون فى البيوت وغيرها كالبسط والثياب والحبال المحتاج إليها للسفن ولربط الدواب ، وإصلاح جهازها ، وسمى أثاثا لكثرته ، أث الشئ كثر ، والمتاع ما يستعمل خارج البيت ، وقيل بالعكس ، وإلى متعلق بمتاعا على معنى اسم المصدر بمعنى تمتعا أو على معنى المتمتع به إلى حين بلائه أو تلفه أو إخراجه من الملك ، أو عدم الاحتياج إليه أو الموت . وعن ابن عباس : المتاع الزينة ، وعن الخليل هو الأثاث ، ولو قاله غير الخليل لمثلت له على سبيل الزجر بقوله : @ * ألفى قولها كذباً ومينا * @@ ولم يذكر الكتان والقطن لأن العرب غالبا ، لا يستعملونهما ، وقيل : المتاع ما يتجر به .