Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 39-40)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ذَلِكَ } ما ذكر من الخمس والعشرين ، وعن ابن عباس رضى الله عنهما : ثمانى عشرة آية من : لا تجعل إلى مدحوراً عشر آيات فى التوراة ، وعنه رضى الله عنه : التوراة كلها فى خمس عشرة آية من هذه السورة ، ثم تلا { ولا تجعل } . { مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ } هى معرفة الحق سبحانه لذاته ، ومنها التوحيد ، ومعرفة الخير للعمل به ، ومنه باقى التكاليف التى لا تنسخ ، والأمر بالقسمين موعظة ، وقد فسرت الحكمة بالموعظة ومن الحكمة حال من ما أو من هذه المحذوفة ، أو بدل من ما . { وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهًا آخَرْ } ذكره أولا ، ورتب عليه ما ، وغاية الشرك فى الدنيا ، وهو الذم والخذلان ، والتوحيد مبدأ الأمر ومنتهاه ، ورأس الحكمة ، فإنه لا عبرة بعمل من لا قصد له ، أو قصد به غير الله عز وجل ، أو مع الله ، وذكره ثانياً ، ورتب عليه ما هو غاية فى الآخرة كما قال : { فَتُلْقَى فِى جَهَنَّمَ مَلُومًا } تلومك الملائكة ، وتلوم نفسك ، قال الله عز وجل : { ولا أقسم بالنفس اللوامة } [ القيامة : 2 ] . { مَدْحُورًا } مبعداً عن رحمة الله عز وجل ، ومن الإشراك وصف الله بالولادة ، ولا سيما أخس الأولاد وهو الإناث كما قال : { أَفَأَصْفَاكُمْ } أى أفضلكم على نفسه ، فأصفاكم { رَبُّكُمْ بِالبَنِينَ } اختاركم على نفسه بالبنين أولاداً لكم خاصة ، والإصفاء بالشئ جعله خالصاً لشئ . { وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِنَاثًا } بنات له ، وهن نواقص تدفنونهن سبحانه ، هذا مما تنكره عقولكم ، فكيف كابرتموها ؟ القائلون الملائكة بنات الله ، هم خزاعة وبعض النصارى يجعلون لله ما يكرهون ، و ذلك من تلوين الخطاب من مخاطب إلى مخاطب ، والاستفهام التوبيخى منسحب على أصفاكم ، وعلى اتخذ المعطوف على أصْفاكم ، واتخذ متعد لواحد ، ومن متعلق به أو حال من إناثاً أو متعد لاثنين ثانيهما من الملائكة ، أو بنات محذوف ، ومن الملائكة حال من إِناثاً ، ومن على كل حال للبيان لا للتبعيض ، لأنهم يقولون الملائكة بنات الله لا بعض الملائكة ، واختار إِناثاً على بنات لأنه أصرح فى الأنوثة التى هى أخص صفات الحيوان قال الله عز وجل : { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً } [ الزخرف : 19 ] كفروا نسبة الولادة لله ، وكفروا باعتقاد أن الملائكة إِناث . { إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيمًا } لأن الولادة تولد التجسيم لله ، والجسم ناقص فإنه حادث عاجز ، وما يلد يفنى ، ولتفضيل أنفسهم بالبنين على الله ، وإِثبات الولادة نفى للألوهية .