Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 42-43)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ } للمشركين { لَوْ كَانَ مَعَهُ } أى مع ربكم فى استحقاق العبادة { آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَبْتَغَوْا } أى الآلهة ، ذكرها بالواو لأنها عندهم كالذكور العقلاء ، ولو سموا بعضاً باسم الإناث كاللات ، والعزى ، ومناة ؛ والمعنى لطلبوا وتكلفوا . { إِلَى ذِى الْعَرْشِ } الملك أو ذى الجسم العظيم المسمى بالعرش متعلق بابتغوا ، لتضمنه معنى التوجه والقصد ، أو متعلق بحال محذوفة جوازاً من قوله : { سَبِيلاً } أصلها نعت أى سبيلاً موصلة إلى ذى العرش ، وذلك بطريق المغالبة كما فعل الملوك بعض مع بعض ، وذلك من برهان التمانع كقوله تعالى : { لو كان فيهما آلهة … } [ الأنبياء : 22 ] إلخ ، والملازمة قطعية عادية ، ولو امتناعية ، والقياس استثنائى ، استثنى فيه نقيض التالى لينتج نقيض المقدم المطلوب ، أو بطريق الإذعان إلى الله ، وعجزهم عنه كقوله تعالى : { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة } [ الإسراء : 57 ] كعيسى وعزير والملائكة وهذا مناقض للألوهية ، لأن المستكمل محتاج ، فلا يكون إلهًا ، والقياس اقترابى مركب من مقدمة شرطية اتفاقية وحملية ، هكذا لو كان معه آلهة لتقربوا إليه تعالى ، وكل من يتقرب إلى غيره ليس إلها ، فليسوا بآلهة ، فلو شرطية لا امتناعية ، والأول أولى لقوله : { سُبْحَانَهُ } لأنه تنزيه عن محذور يرتكبونه ، وأما التقرب فلا يختص بهذا التقدير ، وليس باللزوم بل اعتقدوه ألبتة ، والعامل هنا ماض أى تنزه عن ذلك بدليل قوله : { وَتَعَالَى } بعُد بُعداً عظيمًا عما يقولون كما قال : { عَمَّا يَقُولُونَ عُلوًّا } ناب عن تعالياً { كَبِيرًا } لأنه واجب الوجود والبقاء ، مالك الملك كله ، واتخاذ الولد احتياج وموجب للفناء ، وكل ما يلد يفنى ، والفناء موجب لحدوث سابق متقدم عنه العدم .