Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 65-66)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } تسلط على الإغواء والمراد عبادى المخلصين ، فالإضافة للتشريف بقوله : { إلاَّ عبادك منهم المخلصين } [ الحجر : 40 ، ص : 83 ] كما يضاف لما استولى عليه الحب ، كعبد الدنيا ، وعبد الدرهم ، وعبد اللحم ، وعبد اللبن ، وعبد الشيطان ، لمن استولى عليه ، أو المراد العموم أى لا تقهرهم بل يختارون . { وَكَفَى بِرَبِّكَ } أيها الإنسان أو يا محمد ، فلا تخافوا منه ، فإنما سلطانه على الذين يتولونه لا على من تولى الله ، وأجيز الخطاب لإبليس لأن الكلام فيه والنفس تنفر عن أن يكون له ، اللهم إلا على طريق التهديد بأنى ربك وأنت ساع فى مخالفتى . { وَكِيلاً } من اتخذه مفزعاً إذا وسوس إِليه ، أو زال واستشهد لقدرته على حفظ من توكل عليه بقوله : { رَبُّكُمُ } أيها الكافرون والخبر قوله { الّذِى } أو هو خبر لمحذوف والذى نعْت أى هو ربكم الذى ، أو ربكم نعت للذى فطركم مع الفصل ، ولم يشهر النعت بالرب ، ولو جاز لأنه بمعنى المشتق كالسيد والملك ، أو بدل من رب ، لأن الباء صلة فى الفاعل . { يُزْجِى } يدفع بالإجراء لئلا تغرقوا ، ولتصلوا إلى مطلوبكم ، واختاره عن يسوق ليدل على التسخير والقهر ، وذلك بآلة القلوع للريح ، وآلة النار الموجودة الآن وغير ذلك مما لم نعلمه ، أو يحدث كل مقصود بالآية ، لأنه تعالى عالم بحدوثه ، ولو لم يعلمه الخلق حتى يحدث إِلا أنه إذا أريد بالمخاطبين زمان نزول الآية مخصوصين ، فالمراد الريح والقلوع ويقاس عليه ما يمكن لأنه تعالى قادر . { لَكُمُ الْفُلْكَ } يحتمل المفرد والجمع والأصل المفرد ، وأل للجنس فكأنه جمع . { فِى الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا } تطلبوا { مِنْ فَضْلِهِ } مما تحبون من سمك وتجارة وميرة وغير ذلك ، ومن للابتداء أو للتبعيض ، ويجوز أن تكون صلة فى المفعول به فيما قيل ، والأصل عدم الزيادة ، وللإثبات والتعريف ، وتفسير الفضل بالغزو ، والحج غير مناسب ، ولو أريد التمثيل لأن الخطاب للكفار ، ولا اعتناء لهم بهما . { إِنّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } إذ جعل لكم سبيلا إلى جلب ما ليس عندكم ، ورحيمًا أيضا بقبول التوبة لما لعن إبليس ، قال : أسألك يا رب أن تعيننى على بنى آدم قال : أعنتك ، قال : يا رب زدنى ، قال : { وأجلب عليهم } [ الإسراء : 64 ] إلى قوله : { وعدهم } [ الإسراء : 64 ] . فاستعاذ آدم بالله عز وجل وقال : يا رب جعلت بينى وبين إبليس عداوة ، قوَّيته علىَّ ، فأعنَّى عليه يا رب ، قال : إذا عملت حسنة فلك بها عشر ، وإن عملت سيئة فواحدة ، فقال : يا رب زدنى ، قال : أغفر لمن شئت ولا أبالى ، فقال آدم : حسبى يا رب . قيل : الرحيم مختص بالدنيا لحديث : " يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الدنيا " وعورض بحديث : " يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما " فلا اختصاص لأحدهما بالدنيا أو بالآخرة ، بل يفسر بحسب المقام .