Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 102-102)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِى مِنْ دُونِى أَوْلِيَاءَ } أكفروا بى ، فحسب الذين كفروا بى ، وحسبوا بمعنى ظنوا ، وقيل : العطف على مذكور ، وهو كانت إلخ أو كانوا ولا ينافيه ، لأنه لا تفريع على تعاميهم وتصاممهم ، لأنهما نزلا منزلة الضرورى ، لأنا نقول الاختيار والتشبيه مع ذلك مراعيان ، والاستفهام توبيخ واستقباح ، وعبادى نحو : عيسى والملائكة وعزير والإضافة للتشريف ، وعلى تشريف الله سبحانه لهم بنوا عبادتهم . وقال قتادة : الملائكة والعموم أولى . وعن ابن عباس الشياطين وهو ضعيف لا يصح عنه . وعن مقاتل الأصنام ، وهو ضعيف لأنه لا دليل على تخصيصها ، ولأن الأصل أن لا يطلق العبد على غير العاقل . وقال بعضهم : المراد العقلاء وغيرهم كالأصنام ، وفيه ما ذكرت ، وأن الأصل عدم التغليب والإضافة فى هذه الوجوه يمعنى الملك لا للتشريف . وأولياء بمعنى معبودين أو أنصاراً من بأسى ، وليست أن مخففة لنصب المضارع ، بحذف النون ، وأن يتخذوا فى تأويل مصدر مفعول أول بحسب ، والثانى محذوف ، أى أفحسب الذين كفروا اتخاذهم إلخ نافعًا أو دافعًا للعذاب ، أو نحو ذلك ، وإِنما لم يكف عن مفعولين ، لأنه ليس فيه ما أصله المبتدأ والخبر ، كما فى المخففة ، ولا فيه ما يعلقه عن طلب مفردين نحو علمت ، هل قام زبد . { إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ } هيّأنا وهو دليل على أنها مخلوقة قبل يوم القيامة ، ويحتمل أن المراد قضاؤها فى الأزل أو إثباتها فى اللوح المحفوظ . { لِلْكَافِرِينَ } أظهر مكان الإضمار ليذكر علة استحقاق جهنم ، وهى الكفر ، ويقبحهم بذكره ، وتعليق الحكم بمعنى المشتق يؤذن بعلية معنى ما منه الاشتقاق . { نُزُلاً } شبها بما يعد للضيف من طعام وشراب عكسًا تحقيراً لهم ، وتلويحًا بأن ما حسبوه ذخراً لهم من عبادة غير الله ، استحال عليهم خسارة وخزياً ، وبأنها من حيث إنها دار لهم خسيسة ، ولو بضرب من الملائكة ونحوه كالشئ القليل للضيف المعجل له به قبل ما يحتفل له به بالنسبة إلى ما يكون فيها بعد من الأنكال والأغلال ، وأنواع العذاب . وقال الزجاج : النزل موضع النزول ، وكذا روى عن ابن عباس ، وقيل : جمع نازل ، وعليه فهو حال .