Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 12-12)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ } أيقظناهم من نومهم ، استعارة على متعارف الشرع فى لفظ البعث ، وحقيقة لغوية . { لِنَعْلَمَ أَىُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا } أى ليظهر علمنا خارجا عند الناس ، أو لتطابق حالهم علمنا الأزلى ، وكل ما حدث فالله علم بحدوثه علمًا مطابقا لعلمه الأزلى ، ولا يتصف بالنسيان ، ولا بحدوث شئ عليه سبحانه . والحزبان : أصحاب الكهف ، والملوك الذين على المدينة وغيرهم واحداً بعد واحد ، أو هم أصحاب الكهف ، وأهل المدينة الذين بعثوا على عهدهم ، أو طائفة مؤمنة وطائفة كافرة ، أو الحزبان كافران : اليهود والنصارى ، وهو قول السدى . وساء أدبا مَن قال : الحزبان : الله تعالى والخلق ، كقوله تعالى : { أأنتم أعلم أم الله } [ البقرة : 140 ] أو هم أصحاب الكهف ، فريق يقول يوما أو بعض يوم ، وفريق يقول : ربكم أعلم بما لبثتم ، وفى ذلك كله لا علم لأحد من الملوك ، ولا أصحاب الكهف بالمدة ، فأَما أن اللام للتعليل فلم يقع العلم به كقولك : خلق فلانا للعبادة ولم يعبد ، وإما للعاقبة أن الله أظهر لنا ثلاثمائة سنين وتسعًا ، وأمداً مفعول ، وذلك أن قول بعضهم ربكم أعلم ليس معرفة بالعدد ، بل صواب وتوحيد . ويجوز أن يكون الاختلاف بين أصحاب الكهف : هل طالت المدة ؟ فمن قائل يوم أو بعض يوم ، ومن قائل طالت المدة ، وهو القائل : ربكم أعلم ، فجعل الله قوله بالطول علماً بها ، لأنها طالت ، وليست يوما أو بعضه . وذكر الفراء أن الحزبين طائفتان من المؤمنين فى زمان أصحاب الكهف ، وأمداً مفعول به لأحصى ، واللام متعلق بأحصى ، أو بمحذوف حال من أمداً ، وما مصدرية أى للبثهم ، ولا حاجة إِلى جعل أحصى اسم تفضيل من الرباعى ، بإسقاط همزته لشذوذ مثل هذا ، وأجازه بعض قياساً مطلقا ، وبعض إن كانت الهمزة لغير التعدية ، كأصبح ، وأشرق ، وأضاء ، وأشكل ، وأطعم ، ولا إلى جعل اللام زائدة ، وجعل ما اسمًا موصولا ، أو نكرة موصوفة معفولا به لأحصى ، وأمداً تمييز . ويرده أن يكون تمييزاً لاسم التفضيل ، أو فاعلا فى المعنى له .