Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 1-1)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الْحَمْدُ للهِ الَّذِى أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ } أخبر بأن الله أهل للحمد أو المراد قل على طريق الإنشاء : الحمد لله إلخ ، أو المراد ذلك كله جمعاً بين الحقيقة والمجاز ، وهو ضعيف من جهة هذا الجمع ، وفيه زيادة الفائدة ، والأولان أولى ، رتب الحمد فى آخر السورة قبل هذه على الفضائل ، لأنه الذى يستحقه لكماله قدرة وسلطاناً ، ونزاهة ، ورتبه أول هذه السورة على الفواضل ، وهو الإنعام بإنزال القرآن الذى تعلقت به منافع الدنيا والآخرة كلها . وفى تسميته بعبد وإضافته لله تشريف له صلى الله عليه وسلم ، وإيذان بأن شأن الرسول أن يكون عبداً لمرسله لا إلها ، كما زعمت النصارى فى عيسى عليه السلام ، والكتاب القرآن كله ، ما أنزل وما سينزل ، لأنه كحبل ممتد ، أو غلب النازل على ما سينزل . { وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا } ما من العوج باختلال فى اللفظ وتنافٍ فى المعنى وانحرافٍ عن الحق ، وهو فى المعانى كاللفظ والعِرض والدين بالكسر ، كالعوج بالفتح فى الجسم كالحائط والعود ، كذا قيل ، واعترض بقوله تعالى : { لا ترى فيها عِوجًا } [ طه : 107 ] بالكسر مع أن الأرض جسم ؟ وأجيب بأن المراد هنا ما خفى من الاعوجاج حتى احتاج إلى مقياس الحق بما هو عقلى ، ودّ بأن رؤية البصر المجردة تنافى هذا فقيل : المكسور أعم من المفتوح ، وقيل : لا فرق بينهما .