Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 36-36)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ } المعهودة عندك أيها المؤمن وعند مثلك { قَائِمَةً } ثانية . { وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّى } بالبعث كما تزعم أيها الصاحب المؤمن وأمثالك { لأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا } من الجنة ، إما أن يضمر لصاحبه بضمير الجنتين لحضورهما ، وعلم صاحبه بهما ، وإما أن يجرى كلام بينهما فى شأنهما معاً فرد الضمير إليهما له ، وإما أن يذكرهما لصاحبه بلفظ الجنتين ، فذكرهما الله سبحانه بالمعنى وهو ضميرهما ، والذى هو خير منهما جنتان أفضل منهما فى الآخرة ، أو جنات أفضل أيضاً . { مُنْقَلَبًا } موضع انقلاب أنقلب إِليه ، ويدوم لى على تقدير صحة أن الساعة ستقوم موضع ما يعطى فى الآخرة ، والموضع للجنة فيها خير من موضع جنتيه ، وهو الدنيا أو معناه انقلابًا ، ونسبه الانقلاب ، لأن الانقلاب إلى ما يعطاه فى الآخرة خير من الانقلاب من داره مثلاً فى الدنيا إلى جنتيه فيها ، وإلا ليس الانقلاب فعلا لهما ، ولا لما فى الآخرة له لو كان ، بل اتصف ذلك بالانقلاب إليه ظن - لعنه الله - أن الله أعطاه الجنتين فى الدنيا مع ما معهما لتأهله لذلك ، وأنه يستحق ذلك بعد موته أيضا ، ويتأهل له ، ولم يدر أن فتح باب من أبواب الدنيا قد يكون استدراجاً لصاحبه ، أما كفره بقوله : ما أظن الساعة قائمة فواضح ، وهو كفر شرك ، وأما كفره بقوله ما أظن أن تبيد هذه أبداً ، فقد قيل به ، وفيه نظر إلا إن أريد بدوامها أنه لا قيامة فهو إِنكار للساعة ، كقوله : { وما أظن الساعة قائمة } والواجب الجزم بها ، والظانّ بها والشاك ، والمرجح لعدمها كالمنكر لها ، وأما قوله : { ولئن رددت إلى ربى } فإشراك باقتصاره على الشك ، ولم يجزم بالبعث ، وذلك كقوله تعالى : { ولئن رجعت إلى ربى إن لى عنده للحسنى } [ فصلت : 50 ] وأما دخول الجنة إن اعتقده مع شرك فإشراك ، أو مع توحيد وفسق فنفاق .