Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 39-39)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَوْلاَ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ } الخبر محذوف أى ما شاء الله كائن لو يكون ، أو حذف المبتدأ أى الأمر ما شاء الله ، ما فاعل المحذوف ، أى يكون ما شاء الله ، وما موصولة ، وإن جعلت شرطية قدر ما شاء الله يكن ، أو فهو واقع ولولا تحضيض كذا قيل ، وفيه أن التحضيض لما يستقبل ، والدخول هنا عرض ، فإن إذ للزمان الماضى ، ودخلت للماضى إلا إلى أول ذلك بالاستقبال ، وهو خلاف الأصل ، فهى للتوبيخ على ما مضى لا للتحضيض ، وإذ متعلق بقلت والآية صرحت أن ما أراد الله من عصيان عاص ، أو طاعة مطيع ، واقع لا كما قلت المعتزلة ، إن الله لا يريد المعصية ، والمراد ما شاء الله من إبقاء جنتك والتنعم بها ، وعدم ذلك . وقدر القفال كذلكك وهو من المعتزلة : هذا ما شاء الله ، يعنى ما فى الجنتين من الثمار . وقال الكعبى ، والجبائى وكلاهما منهم : الإشارة إلى ما تولى الله فعله وكل ذلك معنى واحد هربوا به من أن يشاء الله عصيان العاصى زعموا - قبحهم الله - أنه يجوز أن يكون فى ملكه ما لا يشاء كما يكون فيه ما نهى عنه ، ويتخلف فيه ما أمر به ، وذلك باطل لأنها مشيئة قضاء وهو لا يتخلف . { لاَ قُوَّةَ } لى على التمتع بها { إِلاّ بِاللهِ } فإن شاء أثبتها وقوَّانى على التمتع بها ، وليس كما تقول لا أظن أ ن تبيد فإن شاء الله أبادها ، وإن شاء أبقاها ، ولا تتمتع بها لمرض أو غضب ، أو موت عاجل ، قال صلى الله عليه وسلم : " مَنْ أُعطى خيراً من أهل أومال فقال عند ذلك ما شاء الله لا قوة إلاَّ بالله لم ير فيه مكروهًا " ولفظ القرطبى عن أنس : " لم يضره " أى لم يضره الإعجاب أى لا يصيبه عين الإعجاب ، قالت أسماء بنت عميس : علمَّنى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أَقولهن عند الكرب " الله ربى لا أشرك به شيئًا " قال أبو هريرة : قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة تحت العرش ؟ قلت : نعم ، قال : أن تقرأ لا قوة إلاَّ بالله " . قال عمر بن قرة : من أفضل الدعاء قولك ما شاء الله ، وعن أنس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أنعم الله على عبد نعمة من أهل أو مال أو ولد فيقول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله إلا دفع الله عنه كل آفة حتى يموت " وقرأ الآية . وعن أنس عنه صلى الله عليه وسلم : " من رأى ما أعجبه من ماله فقال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم تصب ذلك المال آفة " وقرأ الآية وجاء الأثر أنه يقال ذلك عند رؤية ما يعجبه فى بدنه أو ماله أو ولده أو فيما لغيره حفظًا عن العين . { إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَدًا } استدل بعض بذكر الولد هنا على أن النفر هنالك الأولاد ، والرؤية بصرية ، وأنا توكيد لياء المتكلم المدلول عليها بنون الوقاية ، وأقل حال أو علمية ، وأنا توكيد كذلك ، أو فصل ، وأقل مفعول ثان ، وضمير الفصل حرف لا محل له من الإعراب ، وسمى ضميراً باعتبار أصله . وكونه ضميراً تأكيد أولى ، لأن ضمير الفصل يستعمل فى الحصر ، ومعنى الحصر هنا بعيد إذ معناه إن ترن أنا أقل مالا لا أنت أقل مالا ، ووجه كونها بصرية مع أن القلة لا تبصر اعتبار متعلقها وهى الأولاد والأموال ، لأنهم يبصرون .