Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 57-57)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ } القرآن أو جنس الآيات ، قال بعضهم : العاصى ظالم لنفسه ولغيره ، ضال مضل ، ولو كانت المعصية فى نفسه ، لأنه يجسِّر الناس على المعاصى . { فَأَعْرَضَ عَنْهَا } لم يتفكر فيها احتقاراً لها ، فلم يتذكر بها ، والمراد هؤلاء المعاندون المعهودون ، أو أعلم أو من علم الله تعالى أنه يموت بلا إِيمان . { وَنَسِىَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } من المعاصى مطلقا لا أظلم منه ، لأنه ظلم نفسه ، والنبى صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ، وأعان على كل كفر وإشراك ، وكل معصية . { إِنَّا جَعَلْنَا } وضعنا { عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } جمع كِنان أى أثبتنا على قلوبهم أغطية باختيارهم لا بإجبار ، لأنهم قادرون على التوحيد والإسلام ، والجملة تعليل للإعراض والنسيان { أَنْ يَفْقَهُوهُ } أى عن أن يفقهوه ، أو كراهة أن يفقهوه ، أو لئلا يفقهوه أفرد ضمير الآيات أنها بمعنى القرآن ، أو عاد الضمير إليه لظهور المراد ، وجمع ضمير من نظر إلى معناها ، بعد أن أفرد نظراً إلى لفظها وكذا ضمائر الجمع بعد . ويجوز جعل قوله : { إنا جعلنا } إلخ على نسق قوله : { ويجادل الذين كفروا } [ الكهف : 56 ] إلخ لا على قوله { ومن أظلم } إلخ فلا يكون قوله : { إنا جعلنا } تعليلا للإعراض والنسيان ، بل هذا أَولى ، لأن قوله : { ومن أظلم } إلى قوله : { يداه } سيق معترضًا للتوبيخ . { وَفِى آذَانِهِمْ وَقْرًا } ثقل سمع شبه عدم انتفاعهم بما يسمعون بعدم السمع لجامع عدم تولد شئ ، وقوله : { آذانهم } عطف على قوله : { على قلوبهم } وقوله : { وقرأ } عطف على قوله : { أكنة } ، ولو اختلف الحرفان على وفى ، ويجوز جعل فى بمعنى على . { وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى } إِلى الاهتداء أو إلى ما به الاهتداء { فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا } إِدراكا للحجة ، وعملا بها ، ولا تقليداً ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصًا علىإيمانهم كما قال الله جل وعلا : { فلعلك باخع نفسك على آثارهم } [ الكهف : 6 ] إلخ وكأنه قال : لا أترك دعاءهم إِلى الإسلام ، ولو جعل على قلوبهم أَكِنَّة ، وفى آذانهم وقرا ، ومن شأنى الدعاء فلا أتركه ما لم ينْهَن الله عز وجل ، فأجابه الله عز وجل بقوله : { وإن تدعهم إلى الهدى } إلخ من غير منع عن الدعاء ، فإِذَا حرف جواب وجزاء ، فإن الجواب اشتمل على الشرط الذى هو سبب ، فكان ما بعد إذًا جزاء مسببًا عنه .