Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 99-100)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِى بَعْضٍ } إلخ من كلام الله صدق به كلام ذى القرنين كما إذا أمر سلطان رجلا بذكر شئ للناس ، فذكره وصدقه السلطان بكلام يعقبه ويؤكده ، والترك بمعنى الجعل ، والهاء للخلق والعطف على جعله دكا ، ويومئذ يوم إِذ جاء الوعد بمجئ بعض مبادئه ، الموج الاضطراب ، شبه بموج البحر حتى إنه يختلط الجن والإنس والوحش من شدة الهول ، ولأن الجن تعرف أن الإنس أعرف منهم ، فيطلبون منهم معرفة ما شأن هذا الهول ، والوحش مع نفرتها ترى الإنسان أولى بأن تلتجئ إِليهم من ذلك الهول ، أو الهاء للناس خاصة يموج بعضهم فى بعض بخروج يأجوج ومأجوج ، فزعا ويجوز أن يكون هذا أيضًا من كلام ذى القرنين ، أى صيَّرنا الناس يموج بعض فى بعض حين تم السد تعجبًا منه ، أو صيَّرنا يأجوج ومأجوج يموج بعض فى بعض داخل السد ، لا مخرج لهم منه ، ويجوز على أنه من كلام الله عز وجل أن تكون الهاء ليأجوج ومأجوج ، يموج بعض فى بعض عند خروجهم من دحمين فى البلاد ، واختاره أبو حيان ، ومن حديث النواس بن سمعان : " ثم يأتى عيسى عليه السلام قوما قد عصمهم الله من الدجال فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجتهم فى الجنة " . فبينما هم كذلك أوحى الله عز وجل إليه أنى قد أخرجت عباداً لى لا يأْذن لأحد بقاتلهم ، فأخرج بعبادى إلى الطور فيخرج يأجوج ومأجوج ، فينشفون الماء ، ويتحصن الناس عنهم فى بيوتهم ، ويضمون إليهم مواشيهم ، فيشربون ماء العيون كلها ، فيمر آخرهم فيقول كان هنا ماء ، ورأس الثور أو الحمار يومئذ خير من مائة دينار ، ويقولون فرغنا من أهل الأرض ، فلنقاتل أهل السماء ، فترجع نشابهم بالدم ، فيرغب عيسى والمؤمنون فى إهلاكهم ، فيصبحون موتى بدودة فى أعناقهم موت نفس واحدة بلا حس يسمع . ويطلب المسلمون رجلا يخرج ليخبرهم ، فيخرج مسلم وطَّن نفسه على الموت فيبشرهم أن الله أهلك عدوهم ، فيخرجون بدوابهم ، وتسمن من لحمهم ، ويعم الأرض نتنهم ورهمهم ، ويعم أهل الأرض دخان من السماء ، أو ريح من اليمن تشبهه ثلاثة أيام ، ويرسل الله طيراً كالبُخت تلقيهم فى البحر ، ويغسل الله الأرض بمطر كالزلفة ، وتنبت الأرض ما لم تنبت حتى تشبع العصابة رمانة ، ويستظلون بقشرها ، وترويهم اللقحة ويوقدون من سلاحهم سبع سنين . { وَنُفِخَ فِى الصُّورِ } نفخة البعث ، لأنها وعيد الكفار ، ولقوله : { فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا } والصور : قرن دارته السماوات والأرض كل روح فى ثقبه . قال أبو سعيد الخدرى : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن ، وحنَى جبينه ، وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر فينفخ " وقيل : الصور جمع صورة أو اسم جمعها . قال القرطبى : من أنكر الصور كمن أنكر العرش ، وأجمعوا أن النافخ إسرافيل ، وذكر القرطبى أن معه ملكاً آخر نافخًا والهاء للخلق يجمعهم بعد فنائهم وتفتتهم فى أرض واحدة للحساب ، وتنكير جمعًا وعرضًا للتنظيم ، وعرض جهنم إظهارها بحيث يراها الكافر ، وبسمع حسها ، زفيرها ، وخصهم بالذكر لأنهم المعاقبون بها ، ويومئذ يوم إذ جمعنا الخلائق .