Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 23-23)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فأجاءها المخاض إلى جذْع النَّخْلة } أى صيرها جاءية إليه ، وهو جاء دخلت عليه همزة التعدية ، جاء بها المخاض إلى جذع النخلة لتستند إليه عند الولادة ، ولتستتر به ، والمخاض وجع لتحرك الجنين للخروج ، وأل فى النخلة للجنس ، ولم يعلمها صلى الله عليه وسلم ، وقيل : للعهد بأن أراه الله تعالى إياها ليلة الإسراء ، وهى على الحمة ولا سعف فيها ، وقيل خلقها الله لها حين أشرفت على الولادة ، وشاهدت حدوثها ، وذلك لتعلم قدرة الله على إيجاد ما شاء أو رأت جذعا ميتاً ، فأحياه الله أسعفه وأثمره فى غير وقت الثمر ، فتسكن للولادة بلا رجل ، فى ذلك تلويح إلى أن ولدها يحيى للقلوب والموتى بإذن الله عز وجل . كتب بعض ملوك الروم إلى عمر رضى الله عنه : بلغنى أن بيدك شجرة تخرج ثمراً كأنها آذان الحمر ، ثم تنشق عن أحسن من اللؤلؤ المنظوم ، ثم تخضر فتكون كالزمرة ، ثم تحمر أو تصفر ، فتكون كشذور الذهب ، وقطع الياقوت ، ثم تينع ، فتكون كأطيب الفالوذج ، فتكون قوتاً وتدخر مؤنة ، فلله درها شجرة ، وإنه صدق هذا الخبر فهذه من شجر الجنة ، فكتب إليه عمر رضى الله عنه ، قد صدق المخبر ، وأنها الشجرة التى ولد تحتها المسيح ، وقال : إنى عبدالله ، فلا تدع مع الله إلهاً آخر . { وقالتْ يا ليتنى متُّ قَبْل هذا } قبل هذا الوقت الذى لقيت فيه ما لقيت ، أو قبل هذا الحمل ، أو قبل هذا الوقت وقت الولادة ، وقالت ذلك مع علمها بما قال جبريل لنسيانها بالهول ، أو استحياء من الناس ، وخوفا من لومهم ، ولو تذكرت قول جبريل تمنت بالطبع ما لم تقضه الله عز وجل ، مع جزمها بأنه لا يكون ما لم يقض أو جهرا من أن يعصى للناس بنسبتها إلى الزنى . لو لما روى أنها سمعت قائلا : اخرج من باطنها يا من يعبد من دون الله ، ولا يكره لها هذا لأنه خوف معصية ، وذلك تمن معد وقوع الضرر ، فلا يدخل فى قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به " أى ينزل به ، فإن كان ولابد متمنيا فليقل : " اللهم أحيينى ما كانت الحياة خيراً لى ، وتوفنى إذا كانت الوفاة خيراً لى " ولا يصح أن تتمنى المؤت لشدة الوجع . { وكُنْت نسْياً } شيئاً حقيراً لا يعتد به حتى إِن من شأنه أن ينسى ، ولو لم ينس ولم يخطر بالبال { مَنْسياً } لا يخطر ببال ، أصله نسوياً اجتمعت الواو والياء ، وسكن السابق منهما فقلبت الواو ياء ، وأدغمت الياء ، قلبت الضمة كسرة .