Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 39-39)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضى الأمر } الهاء للظالمين المذكورين أو للناس الكفار لقوله : { وهم لا يؤمنون } على أن الظالمين ليسوا من ذكر قبل ، بل عام وعلى عمومه صح الاستدراك لدخول من ذكر فيه دخولا أولياً ، ويوم الحسْرة يوم القيامة ، يتحسر فيه المسىء لإساءته والمحسن لعدم زيادة الإحسان كما هو حديث مرفوع ، ويتحسر الكفار على منازلهم فى الجنة ، ضيعوها للمؤمنين ، وحين يقال لهم : { اخسئوا فيها ولا تكلمون } [ المؤمنون : 108 ] وحين يقال : { وامتازوا اليوم أيها المجرمون } [ يس : 59 ] وحين إذ ترزت النار ، ورمت بشررها ، وحين يأخذون كتبهم بشمائلهم ، وحين يظهر الموت لهم فى صورة كبش أملح فينادى أهل الجنة وأهل النار ، فيعرفونه فيذبح وهم ينظرون ، وينادى ملك : يا أهل الجنة ويا أهل النار خلود لا موت ، كما رواه البخارى ومسلم والترمذى عن أبى سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا تمثيل لا تحقيق ، لأن الموت عرض لا جسم ، وقد يقال الله قادر أن يخلق من العرض جسماً كما يخلق شيئا من شىء ، وشيئا لا من شىء . قال أبو سعيد الخدرى : لو أن أحداً مات فرحاً لمات أهل الجنة من الفرح بذبح الموت ، ولو أن أحداً مات حزناً لمات أهل النار من الحزن بذبحه ، وقيل الحسرة يوم الموت ، وإذ قضى الأمر بدل من يوم الحسرة : أو متعلق بالحسرة ، وقضاء الأمر إظهار شأن الشقاوة والسعادة ، ويضعف تفسيره بسد باب التوبة . { وهم فى غفلة وهم لا يؤمنون } الجملة الأولى حال من المستتر فى قوله : { فى ضلال } [ يس : 24 ] أو من هاء أنذرهم { لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون } [ يس : 6 ] أو معطوفة على قوله : { الظالمون اليوم فى ضلال } [ مريم : 38 ] والثانية معطوفة على الأولى ، أو حال من المستتر فى قوله فى غفلة .