Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 60-60)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِلاَّ مَن تابَ وآمن وعَمل صالحاً } الاستثناء متصل ، فإن المعنى إلا من تاب من الإشراك وآمن الخ فإن الإيمان ظاهر فى أن ما قبل ذلك فى الإشراك بالآية كالمصر فى أن الخلف المضيعين للصلاة ، المتبعين للشهوات ، مشركون ، إذ لا يقال فى الفاسق الموحد له الجنة إن آمن ، بل يقال إن تاب وعمل صالحاً ، إلا أن يقال : المراد من جمع بين التوبة والإيمان والعمل الصالح ، أو يقال : المراد الإيمان الكامل ، إلا أنهما خلاف الظاهر ، وأنه يعنى عنه ذكر التوبة والعمل الصالح ، وإن جعلنا ما قبل هذا فى الفساد الموحدين ، كان الاستثناء منقطعاً ، لأن قوله : { وآمن } يدل على تقدم الإشراك ، وإن جعلناه فيهم وفى المشركين ، كان الاستثناء متصلا باعتبار حصة المشركين ، وقد يقال آمن بمعنى صلى فى مقابلة الصلاة كقوله تعالى : { وما كان الله ليضيع إيمانكم } [ البقرة : 143 ] أى صلاتكم ، وعمل صالحا فى مقابلة اتبعوا الشهوات ، فيكون الاستثناء متصلا إن كان ما قبل فى الموحدين الفاسقين ، ومنقطعا إن كان فى المشركين ، وهذا فى الموحدين . { فأولئك } الذين تابوا وآمنوا وعملوا صالحاً ، { يدْخُلون الجنَّة } لم يقل سوف يدخلون الجنة لطفاً بهم { ولا يظْلَمون شَيئاً } لا يظلمون بنقص ثوابهم ظلماً أو لا ينقصون ثواب أعمالكم نقصاً ما ، أو لا ينقص أعراضهم نقصاً ما ، بل يعظمون ، أو لا ينقصون شيئا من ثواب أعمالهم ، والآية وأمثالها من القرآن ، والأحاديث شرطت فى دخول الجنة العمل الصالح لم أمكنه ، والتقوى ، ومن آمن فمات أو جن قبل أن يكلف يفرض فله الجنة ، وضل من تكلف وقال شرط العمل الصالح لدخولها بلا تسويف ، أو لكون جنته طنة عدن ، أو لعدم نقص شىء من ثوابه ، وينقص لغيره ، ويرده ما ورد فى القرآن وغيره من أنه من فعل كبيرة كترك فرض ، فهو فى النار ، إلا إن تاب ، وكذا إن فعل كبيرة غير ترك إلا إن تاب ، كمن زنى أو اغتاب ، ومن تاب لم ينقص من ثوابه ، بل تثبيت له أعماله الصالحة ، وتبدل سيئاته حسنات ، وكل جنة هى جنة إقامة لا يرحل عنها .