Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 82-82)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كلاَّ } نهى لهم عن الطمع فى العز بعبادة غير الله عز وجل ، وذلك من نهى الغائب { سيكْفُرون بعبادتِهِم } تقول الملائكة لم نأمركم بعبادتنا ، أو لم نعلم بها ، وكذا ينكر من لم يعلم منهم ، ويكذب من أمرهم بها ، فيقول : لم نعلم بها ، ولم نأمركم ، وينطق الله الجماد فتقول لا علم لنا بها كما قال الله عز وجل : { فألقو إليهم القول إنكم لكاذبون } [ النحل : 86 ] والواو للآلهة المعبودين بتغليب العقلاء ، وعلى أنها الجماعة فلتنزيلها منزلة العقلاء على زعمهم ، ويجوز أن تكون للكفرة العابدين كقوله تعالى : { والله ربنا ما كنا مشركين } [ الأنعام : 23 ] . { ويكونُون عليْهِم ضِداً } إذا فسرنا سيكفرون بعبادتهم بكفر المعبودين بعبادة العابدين لهم ، يكون المعنى أن العابدين يكونون ضدا للمعبودين أعداء للمعبودين بعد أن أحبوا المعبودين ، حتى عبدوهم ، وإذا فسرناه بكفر العابدين يكون المعنى : إن الآلهة تكون ضداً للعز الذى يرجى منها ، وهو أن تكون هوناً كما روى عن ابن عباس ، فهى تلعن العابدين . وهى سبب للعنهم ، وآلة لعذابهم ، لأنهم وقود النار ، وحطب جهنم ، لكن هذا فى الأصنام خاصة . والمعنى يظهر كونهم ضداً ، ولا مانع من كون المعنى واحداً على التفسرين بمعنى نفس التنافر ينفر المعبودون من العابدين ، والعابدون من المعبودين ، وعليهم خبر ، وضداً خبر ثان أو حال من المستتر فى عليهم مؤكدة ، يقال : الناس عليكم ، وفى الحديث : " اللهم كن لنا ولا تكن علينا " ومعناه العداوة والقصد بالسوء ، أو الخبر ضداً وعليهم حال منه ، وإفراد ضداً مع أن المراد أضداد لوحدة المعنى الذى يدور عليه ، كما جاء فى حديث النسائى أى عنه صلى الله عليه وسلم : " إن المسلمين يد على من سواهم " وتفسير الضحاك ضداً بأعداء لا يوجب أن يكون جمعاً ، لأنه نقول إنه تفسير بالمعنى ، كما فسرنا يداً فى الحديث بمعنى الجمع ، مع أنه مفرد واختير لفظ الإفراد للفاصلة ، وليوافق مقابله وهو عزاً إذا كان العز ضد الذل المراد بالضد . وعن الأخفش : الضد للواحد ، والجمع كالعدو ، فيحمل فى الآية على الجمع ، وقد قيل إنه مصدر فى الأصل ، يحمل على الواحد وغيره .