Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 168-168)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَٰأَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلَٰلاً } غير محرم كمغصوب ، ومسروق ، وخمر ، وميتة ، وما أخذ فى قمار . أو زنا ، أو كهانة أو فى معصية ونحو ذلك من المحرمات { طَيِّباً } نعت مؤكد ، لأن الحلال ، مستلذا أو غير مستلذ . فالآية نزلت ردا على من حرم البحيرة والسائبة ، والوصيلة والحامى ، من المشركين ، وعلى قوم من ثقيف ، ومن بنى عامر بن صعصعة وخزاعة ، وبنى مدلج ، إذ حرموا على أنفسهم التمر والأقط ، ويضعف لقوله تعالى : { وَأَن تَقُولُواْ } [ البقرة : 169 ] الخ أن يكون ذلك ردا على من عزم من المسلمين ، على أن لا يأكل لذيذا ، أو لا يلبس لباسا رفيعا ، وعلى عبدالله بن سلام وأضرابه حين أراد تحريم لحم البعير كما فى دين اليهود قبل أن يسلم ، وإن كان بعد الإسلام فنزلت تاب منها ، كما استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى ليلا النفل بالتوراة ، فزجره فازدجر ، ونزل أيضاً فى تحريم اللذائذ قوله تعالى ، { يَٰأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَٰتِ مَآ أَحَلَّ اللهُ لَكُم } [ المائدة : 87 ] ، { وَالطَّيِّبَٰتِ مِنَ الرِّزْقِ } [ الأعراف : 32 ] ، وسمى الحلال حلالا لانحلال عقدة الحظر عنه ، والأمر للإباحة ، أى أبحث لكم السائبة ونحوها واللذائذ ، ولم أحرمها عليكم قط ، ولن أحرمها أبداً ، أو للوجوب على معنى اعتقدوا حل أكل ما لم يحرمه الله ، ويجب الأك لقوام الجسد ، ويستحب ولو فوق الشبع إذا كان مؤانسة للضيف ، أو لعقا للقصعة ، أو للأَصابع ، أو أكلا لما يسقط من الطعام ، وكذا الشرب من زمزم فوق الرى مستحب ، وقد استدل بعض بالآية على تحريم الأكل فوق الشبع ، لأنه ليس طيبا فى الشهوة المستقيمة { وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيَطَٰنِ } طرقه من تحريم السائبة واللذيذ ونحوهما ، لما كان يأمر بها ، جعلت كأنها طرق يمشى فيها ، ولما كانت الطرق محلا للخطو سميت باسم الخطوات . أو لما كان الأمر بتلك المحرمات أمراً بالكون عليها ، الشبيه باخلطو ، أطلق على الذى يأمر به وهو الشيطان أنه يمشى فيها { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ } ظاهر العدواة لأهل البصائر وأما الغواة فهو وليهم يتبعونه ، ولو ظهرت لهم منه مضرة ، كقوله تعالى { أولياؤهم الطاغوت } [ البقرة : 257 ] وقيل أولياؤهم أعداء كما يقال تحيتهم ضرب وجيع وتحيتهم السيف ، والجملة تعليل فلا يليق جعله من أبان بمعنى أظهر .