Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 202-202)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أُوْلَٰئِكَ } القائلون ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار { لَهُمْ نَصِيبٌ } عظيم فى الآخرة ثبت لهم { مِّمَّا كَسَبُواْ } فى الدنيا من الإيمان والأعمال الصالحة ، والتقوى ، أى تولد ، ونتج من كسبهم ، أو نصيب عظيم فى الآخرة هو ما عملوه فى الدنيا ، أى ثوابه ، فكأنه هو ، لأنه عوضه أو نصيب مما دعوا به دنيا وأخرى ، والباقى ، نكفر به سيئاتهم أو نعطيهم فيه ما هو خير منه أو نكفى عنهم المصائب ، أو أولئك القائلون ربنا آتنا فى الدنيا حسنة والقائلون آتنا فى الدنيا حسنة ، وفى الآخرة حسنة ، ونصيب الفريق الأول ما له من متاع الدنيا وما له فى الآخرة من العذاب ، لأن النصيب يطلق على الخير وعلى الشر ، وروى أنه صلى الله عليه وسلم " قال لرجل كالفرخ المنتوف : هل كنت تدعو بشىء ؟ فقال : كنت أقول اللهم عجل عقابى فى الدنيا ، فقال صلى الله عليه وسلم : لا تطيق ذلك قل ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " ، فقال فشفى { وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ } جاء الحديث ، يحاسب الله الخلق فى قدر نصف نهار من أيام الدنيا ، وهو تمثيل للقلة ، كما روى أنه يحاسبهم فى قدر حلب شاة أو ناقة فهو قادر أن يحاسبهم فى أقل من لمحة ، يخلق فى قلوبهم معرفة أعمالهم وجزاءها ، وسرعة الحساب قرب يوم الحساب ، أو المجازاة كما قيل فى قوله تعالى ، فحاسبناها حساباً شديداً ، فباردوا لطلب الآخرة وأعرضوا عن الدنيا .