Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 33-33)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ يَٰئَادَمُ } شرفه بالنداء ، كما قال يأيها الرسول ، يا موسى ، وبأنه حقيق أن يعلم غيره ، وبمنة التعليم والإفادة على الملائكة ، وفى دعائه نفى استيلاء الهيبة عليه { أَنْبِئْهُمْ } أى الملائكة { بِأَسْمَائِهِمْ } بأسماء المسلمين ، وقد علمت أن المراد العقلاء وغيرهم ، وغلب العقلاء ، أى اذكر لهم الألفاظ الدالة عليهم ، وفى ضمن ذلك ذكر حكمة المسمى ، وللملائكة بعض لغة يفهمون بها ما يخاطبهم آدم به ، أو يفهمون بإشارته أو بإلهام الله سبحانه لهم إلى الفهم عند خطابه ، مثل أن يقول لعل للترجى ، والإنسان أنا وولدى والجبل لذلك الجسم الصلب والأرض لهذه السطحية والقصعة ودعا لوضع الطعام ، وقام بعنى تمدد جسده من هذه البسيطة ، وآدم اسم عجمى لا دلالة له على معنى سوى ذاته ، كما هو الأصح ، أو أصله من الأدمة ، وهو لون إلى سواد ، أى سيكون كذلك إذا خرج إلى الدنيا ، أو هو كذلك حتى إذا أدخلها جزاء كان أبيض ، أو أفعل من أديم الأرض ، وهو عربى على الوجهين ، ومن ذلك { فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ } العطف على محذوف ، أى فأنبأهم ، فلما أنبأهم { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنَّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَٰوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } أى قولوا ، قد قلت لكم إننى أعلم ، لما عجزوا بادر لهم بالأمر بالإقرار بالعجز ، أو وبخهم على عجلتهم إلى الاستفهام ، وكان الأولى لهم أن يترقبوا ظهور الحكمة بلا سؤال ، ولا سيما أن سؤالهم على صورة الاعتراض لفعل الله ، والقدح فى بنى آدم ، بل فى آدم أيضاً وذريته بصورة العموم ، ولو لم يقصدوا الاعتراض والقدم إجمالاً ، والآية موجبة لمجانية لفظ ما يوهم ما لايجوز ، ولم لم يقصد ما لا يجوز ، وغيب السماوات والأرض ما غاب فيهما ، ولم يضمر للأسماء تعظيماً لها ، والأصل غيب السماوات والأرض وشهادتهما ، لأنه يلزم من العلم بغيبهما العلم بشهادتهما ، وذلك على العموم ، وقيل المراد بغيب السماوات أكل آدم وحواء من الشجرة ، وبغيب الأرض قتل قابيل وهابيل ، وقيل غيب السماوات ما قضاه ، وغيب الأرض ما يفعلونه ، وقيل الأول أسرار الملكوت ، والثانى ما غابه عن أصفيائه ، وما تبدون ما تظهرون من قولكم ، أتجعل فيهما … إلخ ، وما تكتمون من قولكم ، لن يخلق الله أكرم منا ولا أعلم ، والإبداء والكتم باعتبار ما بين الخلق ، ولا يخفى عن الله شىء ، وأدخل كان للإعلام ، بأنه عالم بما استمروا على كتمانه فى الماضى ، ولا تقل إنها زائدة ، ولا إنها للاستمرار لأن الأصل عدم الزيادة ولأن تكتمون أدل على الاستمرار وحده منها .