Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 38-38)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً } أى من الجنة ، وهذا يقوى ، رجوع الضمير فى منها إلى الجنة ، وكرر قول اهبطوا لأن الأول مذكور برسم العقاب بالهبوط وفوت نعيم الجنة التى لا أجل لها ، ومضار الهبوط من العداوة إلى دار مؤجلة ، وبرسم التوبة ، والثانى مذكور على رسم التكليف كما قال { فَإِمَّا } إلخ إن ماء ، وما تأكيد لعموم الإتيان وهذا يقوى أن الخطاب للذرية فى الأول أيضاً ، لأن الحية والطاووس لا تكليف عليهما ، وقد يقال الأول لهما ولآدم وحواء وإبليس ، والثانى للذرية ، أو ذكره أولا بليّة ، وثانيا نعمة ، إذا رتب عليه التكليف المؤدى إلى الرجوع إلى الجنة مع ما لا يحصى من ولده ، كما روى أنه رق قلب جبريل على آدم وحواء فأوحى الله إليه ، دعهما ، فإنهما سيعودان إليها مع ما لا يحصى من ذريتهما ، ويخلدون أبدا ، وقد يقال كلا الخطابين كل لا كلية ، وقد يقال هبوطان ، الأول إلى السماء الدنيا مقدرين الاستقرار والتمتع فى الأرض ، والثانى إلى الأرض فإما { يَأْتِيَنَّكُمْ } فى الأرض { مِّنِّ هُدًى } وحى أو رسول ، مقتضى الظاهر ، فإذا أتاكم منى هدى لتحقق الإتيان ، لكان لما كان بعث الأنبياء والوحى إليهم من الجائز لا الواجب ، ولا واجب على الله عز وجل ، ذكر بصيغة الشك المعتبرة المخاطبة ، لأن العقل لا يوجبه ، ولو كانت الحكمة أن لا يهمل العاقل ، وفى صفة الشك أيضاً تدريج ، وفيه تخفيف ، أو لتنزيل العالم منزلة الجاهل الشاك إذا لم يجز على مقتضى علمه { فَمَن تَبِعَ هُدَايَ } مقتضى الظاهر ، فمن تبعه ، لكن أظهر وأضاف للياء تعظيما ، وقيل لأنه لعموم ما يعقل بالاستدلال ، واتباع الهدى والإيمان والعمل والتقوى ، ومن آمن ومات ، أو تاب ومات قبل وجوب الواجبات فهو من هذا القسم ، ومن أصر نفى النار ، ولم يذكر فى هذه الآية إلا بمفهوم الشرط إذ شرط باتباع الهدى { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } والجملة جواب ، وقيل محذوف ، أى فاتبعوه فى آخر موتهم ، ولا فى القبر ولا عند البعث ، ويصيبهم الخوف فى الدنيا من مضارها ومن سوء الخاتمة ومن العقاب وفى بعض مواطن الموقف { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } فى الآخرة من ترك الإيمان والتقوى ، إذ لم يتركوها فاستحقوا الجنة ، والخوف غم لتوقع مكروه ، والحزن غم لفوت مهم ، ويجب التحفظ عن المعاصى قال بعض :