Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 62-63)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَتَنازعُوا أمرهُم بَيْنَهم } هو ما أراده منهم موسى ، من أن يغلبهم تشاوروا فى ذلك الأمر ، كأنه ينزع كل واحد عن الآخر ما يقول فى شأنه من الرأى ، ويريد رأيه . أو ينزع كل واحد عن الآخر الكلام فيه قبل تمامه ، أو يعجل بعد تمامه ، ويتكلم هو ما يريد ، وإذا تم كلامك فتكلم غيرك ، وقد احتمل أن تزيد فقد نازعك { وأسرّوا النَّجْوى } زادوا فى الكلام الذى لم يجهر به خفاء ، وذكر فتناجوا به فى قوله : { قالُوا } أى السحرة المعلومون من المقام ، أو لفرعون وقومه مطلقاً { إن هذان لساحران } فالإسرار عن موسى لمروءتهم ، أو تناجوا حين سمعوا كلامه بأنه ليس كلام ساحر ، أو بأن قالوا : إن غلبنا اتبعناه ، أو قالوا : إن كان ساحراً غلبناه ، وإن كان أمر من السماء فله أمره ، وهذا أمر لموسى ، ونسبه الله عز وجل إليهم ، لأنهم ذكروه فيما بينهم ، فالإسرار عن فرعون لئلا يعاقبهم فاختلفوا فيما بينهم قال بعض : إن ذلك حق من الله ، وقال بعض : هو سحر ، ثم اتفقوا أنهما ساحران ، ويجوز أن يكون واو فأتوا بفرعون وملئه خاطبو به السحرة ولا تخافوهما أيها السحرة ، لا تختلفوا فما إلا ساحران ، وأنتم أعلم بالسحر ، وفيه بعد لأن واو تنازعوا وما بعده ليست لفرعون وملئه وإن جعلت لهم لم يكن فيه بعد ، هذان بالألف مع إنما اسم إن ، واللام للتأكيد فى خبرها ، وذلك على لغة كنانة ، وبنى الحارث وخثهم ، وزيد وأهل تلم الناحية ، وبنى العنبر وبنى الهيجم ، ومراد وعذرة ، ويلزمون المثنى الألف كقوله : @ وأما لريا ثم واها واها يا ليت عيناها لنا وفاها وموضع الخلخان من رجالها بثمن ترضى به أباها @@ وقوله : @ وأطرق إطراق الشجاع ولو رأى مساغاً لتأباه الشجاع لصمما @@ وقالوا : ضربته بين أذناه ومن يشترى الخفان أو جاء بالأنف للتنبيه على الأصل من أن هذين فى الجر والنصب ليست ياؤه أعرابا ، بل هو مبنى وألفه بقيت لم تقلب ياء ، وهى ألف المفرد . وهى مناسبة لألف ساحران ، وذكر البخارى ومسلم عن عائشة وعروة بن الزبير : هذا والمقيمين الصلاة والصابئون لحن من الكتَّاب ، وخطأ ومعناه أنه عدول عن القراءة المشهورة ، فى اللغة ، وفى الأخذ عنه صلى الله عليه وسلم ، ولا يصح عن عثمان ما قيل عنه إن ذلك لحن ستقيمه العرب ، ولم يتقدم ما تجعل له إن جواباً بمعنى نعم ، فيكون هذان مبتدأ ، واللام زائدة فى خبر هذان ، أو داخلة ، على مبتدأ أى لهما ساحران لعدم صحة أن بمعنى نعم ، أو ندوره كقول ابن الزبير : إن وراكبها والأصل عدم الحذف والزيادة . { يريدان أن يخْرجاكُم من أرضكم } من مصر { بسحْرهما } نسبوا ما لموسى اليه والى هارون لأنهم رأه يجرى معه { ويذْهَبا بطَريقتكُم المُثْلى } الباء للتعدية كالهمزة أى يذهبان طريقتكم بضم الياء ، والطريقة المذهب ، والمثلى العظمى العليا ، وهى ما عليه فرعون وقومه من شرك . وما استحسنوه من القبائح ، وليس المراد السحر لأنهم لم يتخذوا السر دينا ، أو يقدر مضاف ، هكذا أهل طريقتكم المثلى ، وهم بنو إسرائيل لقوله : { أن أرسل معنا بنى إسرائيل } [ الشعراء : 17 ] أرباب طريقة عظيمة فى صنعة الأشياء ، وذلك من كلام فرعون وقومه ، قالوه إغراء على عداوة موسى ، فلا يعتبر إمكانه أو عدمه فلا يقال : كيف يقولون ، وإخراج بنى إسرائيل لا يتمكن لموسى مع بقاء فرعون على قوته ، أو الطريقة أصحاب المناصب والتصرف من قوم فرعون ، أو من بنى إسرائيل ، فإنهم أشرف نسبا ، وأكثر نشباً ، وفيه أن فرعون وقومه لا يسمونهم باسم المناصب . والتصرف ، ولو كانوا فى قلوبهم كذلك ، بل استعبدوهم ، ويقتلون أولادهم ، وقد يجاب بأنهم نطقوا بذلك شذوذاً فالإضافة لأنهم فى أيديهم .