Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 66-66)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قال بل ألقوا } أنتم أولا ما تلقون لأنى لا أعبأ بعملكم ، وأنا الغالب بإذن الله عز وجل ، وإيضاً ساعفهم فيما ظن فيهم أنهم يحبون البدء ، أو لو غيروا ذلك فى عبارتهم ، وأيضاً قابل أدبهم بأدب ، وأمره لهم بالإلقاء ليس إعانة عل معصية السحر ، ولا إباحة له ، بل طاعة لله عز وجل ، لأنه عز وجل رضى أن يقول لهم ذلك ليفعلوا فيظهر عجزهم . وقد روى أنهم لما قالوا : إما أن تلقى الخ قال الملائكة أو ملك أو جبريل : ألقوا يا أولياء الله ، فلا حاجة الى ما قيل من أنه قال ألقوا تهديداً ، كما يقال للعاصى : افعل ما شئت ، ولا إلى ما قيل المراد ألقوا إن كنتم محقين إذ لا يخفى عنه أنهم غير محقين ، ولا إلقاء يكون منهم حقا ، مع أنه معارضة للتوحيد . { فإذا حبالُهُم وعصيُّهم يُخيَّل إليه من سِحْرهم أنَّها تَسْعى } أى فألقوا ، فإذا حبالهم الخ كقوله عز وجل : " فانفلق " أى فضرب فانفلق ، أشعر هذا أن ملقاهم حبال وعصى ، قيل كانوا سبعين ألفاً ، كل واحد معه عصا وحبل ، أقبلوا على موسى إقبالة واحدة ، صفاً والصف أشد إرهاباً من غيره ، كما أمروا أن يكونوا صفاً ، وفى نفسى من إكثار العدد فى القصص بعض إنكار ، ذكر الإخباريون أنهم جعلوا فى القصص والحبال زئبقاً ، فاهتزت لحرارة الشمس واضطربت ، كأنها تمشى ، ومن غرائب أهل القصص أنهم حفروا تحتها الأرض ، وجعلوا النار تحتها ، فلم لا تحرق الحبال ، وإن قويت النار ، فلم لا تحرق العصى الضعاف ، وإن كانت الحبال والعصى قليلا أمكن ذلك بأعماق النار ، بحيث توجد حرارتها فى الزئبق ، ولا تحرق ، وكيف ذلك ، وقد قيل أخذت ميلا فى ميل إن صح ، ومن للابتداء أو للتعليل ، وأنها تسعى نائب الفاعل وقوله : " يخيل " الخ خبر حبال وعصى ، والرابط فى أنها تسعى .