Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 75-76)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ومَنْ يأتِهِ } بذلك { مُؤمناً } بها وبما قال رسله { قَد عمل الصَّالحات } الأعمال الصالحات ، ولم يصر على معصية ، ومن أصر دخل فى مجرماً الجملة حال ثانية { فأولئك } الجمع مراعاة لمعنى من ، والافراد في التسعة قبله للفظ من ، وإشارة البعد لعلو الدرجة { لَهُمْ } لإيمانهم وعملهم { الدرجات } المنازل فى الجنة ، مع مراتب الشرف ولا يفسر بمراتب الشرف ، لأن جنات عدن ليست معنى بل ذاتا { العلا * جنَّات عَدْنٍ } بدل أو بيان ولو نكرة ، والعدن الإقامة وإن كان علما لموضع فجنات عدن معرفة . { تَجْرى من تَحْتها الأنْهارُ } حال من جنات عَدْن إن كان معرفة ، ونعت أو حال إن كان نكرة { خالدين فيها } حال من هاء لهم مقدرة { وذلكَ } أى ما ذكر من ثبوت الجنات المذكورة { جزاء مَن تَزكَّى } تطهر من الشرك والمعاصي ، ومن وحد الله مما مصراً على معصية ، فهو مجرم وغير متركٍ ، ومعنى قول ابن عباس تزكى قال : لا إله الا الله أنه تبع ما يقتضيه التوحيد من الأعمال والتروك ، كما يدل سائر أحاديثه الدالة على عقاب الموحد الفاسق ، وإلا دخل الجنة ، وكان متزكيا ، ولو آمن بالله دون نبيه لأنه لم يتلفظ ابن عباس في هذا الحديث بنبى ، وان قيل لا اله الا الله علم على ذكر النبى ، والإيمان به قلنا : لا اله الا الله علم أيضا على ذلك ، والأعمال والتروك ، وفى الآية اطلاق مؤمن على مطلق الموحد ، مثل : فتحرير رقبة مؤمنة ، وكما يستعل فى الكلام كثيرا مع أن حقيقته فى الموفى ، فيكون قد عمل الصالحات قيدا ، وإن حملناه على هذه الحقيقة ، فقد عمل الصالحات حال مؤكد ، وقيل قوله : { إنه من يأت } الى : { تزكى } كلام من الله عز وجل ، والاولى أنه من كلام السحر .