Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 81-81)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كُلُوا } قائلين كلوا وقيل : مستأنف { مِنْ طيِّبات } حلو وحلال { ما رزقناكمْ } قدم الإنجاء من العدو لأنه من دفع المضار ، وهو أهم من جلب المنافع ، والتخلى قبل التحلى ، وعنى بالنعمة الدينية ، لأنها من المناجع كالألف في الوجه ، ما وجه بلا أنف ، وأخر النعمة الدنيوية لأنها دونها ، نجانا الله من كيد الأعداء ، وجعله في نحورهم ، ولا جعل لعدوِّنا سبيلا إلينا . { ولاَ تطغَوْا فيه } فى ما رزقناكم بالإسراف والبطر ، والاستعانة به على معاصى الله ، ومنع الحقوق الواجبة ، ومنعه عن مستحقه ، وإعطاءه من ليس له أهلا ، والفخر به ، وسرقة وغصب ونحو ذلك من أنواع كفر النعمة ، وذلك فى سائر أحوالهم ، لا فى خصوص المنِّ والسلوى ، وقيل : الكلام فيهما ، والمعنى لا تدخروا { فيحلَّ } ينزل { عَليْكم غَضبَى } أو يلزمكم من حل الدَّين يحل إذا وجب أداؤه ، لحضور أجله { ومَنْ يحلل عليْه غَضَبى } أظهر فى مقام الإضمار تغليظاً بذكر الغضب باسمه مضافاً لاسّمه تعالى ، ولأن الثانى أعم ، والمراد بالغضب العقاب ، فهو فعل له عز وجل هنا لا وصف ، وإن جعلناه وصفاً قدر مضاف ، أى مقتضى غضبى ، وهو العقاب { فَقدْ هَوَى } هلك ، فإن الهلاك مسبب ولازم للسقوط من عال ، أو هوى وقع في الهاوية ، ويقال في جهنم قصر يرمى الكافر من أعلاه ، فيهوى اربعين خريفاً .