Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 107-107)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وما أرسَلْناك } يا محمد بما ذكروا مثاله من الشرائع والأحكام والوعد والوعيد ، { إلاَّ رحمة للعالمينَ } نصب على التعليل ، أى لنرحم بك العالمين ، والرحمة من الله لا على التعليل ، والرحمة منه صلى الله عليه وسلم لاختلاف الفاعل ، لأن فاعل الإرسال هو الله عز وجل ، ويجوز أن يكون حالا من الكاف مبالغة ، كأنه صلى الله عليه وسلم نفس الرحمة ، أو بمعنى راحماً أو ذا رحمة ، أو حالا من نا ، أى ذوى رحمة أو راحمين ودخل فى العاليمن الكفار والمؤمنون وأهل الشقاوة مطلقا ، لأن الله رحمهم به . لأنه صلى الله عليه وسلم ويبين لهم الهدى وأسباب السعادة ، فلم يقبلوا رحمته لخلافهم وضيعوها ، وأيضا هو لهم نفع دنيوى أيضا لا يستأصلون كما استؤصلت أمم قبلهم بنحو مسخ وخسف وإغراق ، وصاعقة ، وهل دخلت الملائكة فى العالمين ، وهل بعث إليهم قولان ، قالت جماعة بعث إليهم فهو رحمة لهم ، ولا ندرى بم أمرهم أو عم نهاهم ، وعليه المحلى فى شرح جمع الجوامع ، وادعى الفخر الإجماع عليه ، ولا إجماع ، وقال قوم : لم يبعث إليهم ولم يدخلوا فى العالمين . القول الثالث : أنهم داخلون فى العالمين ، ولم يبعث إليهم قلت : كنت أقول بهذا فى المذهب ، لأنهم ازدادوا به عبادة ، ولم يبلهم الله تعالى بما بلى روت وما روت ، وقال صلى الله عليه وسلم لجبريل : " هل أصابتك هذه الرحمة ؟ " قال : نعم ، كنت أخشى عاقبة فآمنت لقوله : { ذى قوة عند ذى العرش مكين } " ولا سند لهذا الحديث ، فهو رحمة لهم كما هو رحمة لسائر الحيوان غير مرسل اليها ، وكذا المجانين والأطفال هو رحمة لهم بلا بعث إليهم ، ويجوز أن نقول : بعث للأطفال والبله الذين يفهمون قليلا ، فإنهم ثيابون بحسناتهم بلا عقاب على سوء ، وكما دخلت الملائكة فى نحو : { الحمد لله رب العالمين } [ الفاتحة : 2 ] دخلوا هنا ، وقد زعم بعض أن الأنبياء كلها من نوره صلى الله عليه وسلم .