Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 28-28)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يعْلَم ما بيْن أيديهِم وما خَلْفَهُم } لا يخفى عنه شىء من أحوالهم ، فهم لعملهم بذلك يراقبونه غاية مراقبة ، فلا يقولون إلا بقوله ، ولا يفعلون إلا بأمره { ولا يشفَعُون إلا لمن ارْتَضى } أى ارتضاه الله عز وجل أن يشفوا له ، وهو من يقول لا إله إلا الله ، وأتبعه بالعمل الصالح ، ومات على غير كبيرة وشفاعتهم الاستغفار فى الدنيا ويوم القيامة ، وكمالا يشفعون إلا له لا يشفع الأنبياء والأولياء إلا له ، لأن الأمر فى ذلك على حد سواء ، ومن أسباب الارتضاء الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ابن فرحون القرطبى : فى الصلاة عليه عشر كرامات : صلاة الملك الجبار ، وشجاعة النبى المختار ، والاقتداء بالملائكة الأبرارن ومخالفة المنافقين والكفار ، ومحو الأوزار ، وقضاء الأوطار ، وتنوير الظواهر والأسرار ، والنجاة من دار البوار ، ودخول دار القرار ، سلام الرحيم الغفار . وفى بعض الكتب : الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم تفيد اثنتين وأربعين فائدة : امتثال أمر الله تعالى ، وموافقته تعالى فى الصلاة عليه ، وموافقة الملائكة فيها وعشر صلوات من الله تعالى ، ورفع عشر درجات ، وعشر حسنات ، ومحو عشر سيئات ، وإجابة الدعاء ، شفاعته صلى الله عليه وسلم ، وغفران الذنوب ، وستر العيوب ، وكفالة ما أهم والقرب منه صلى الله عليه وسلم ، وقيامها مقام الصدقة ، وقضاء الحوائج ، وطهارة المصلى ، والتبشير بالجنة قبل الموت والنجاة من هول القيامة ، ورده صلى الله عليه اليه السلام ، وتذكير ما نسى ، وتطييب المجلس ، والنجاة من حسرة القيامة ، ونفى الفقر ، ونفى البخل إذا صلى عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم ، والنجاة من رغم الأنف الذى دعا به صلى الله عليه وسلم لمن لم يصل عليه عند ذكره ، وإتيانها بصاحبها إلى الجنة والنجاة من نتن المجلس ، أى إذا لم يذكر فيه . وإتمام الكلام المبدوء باسم الله تعالى ، والجوار بسرعة الى الجنة ، والنجاة من أن يكون خافيا له صلى الله عليه وسلم ، وإلقاء الله تعالى عليه الثناء الحسن بين السماء والأرض ، وسبب الرحمة ، وسبب البركة ، ودوام محبته صلى الله عليه وسلم ، وازديادها فى قلبه ، ومحبته صلى الله عليه وسلم له ، وسبب لقرضة ، وذكره عنده صلى الله عليه وسلم ، وتثبيت القدم ، وأداء قليل من حقه صلى الله عليه وسلم ، وشكر نعمة الله تعالىعليه به صلى الله عليه وسلم ، وشكرالله تعالى ومعرفة إحسانه ، ودعاء له صلى الله عليه وسلم : ودعاء لنفسه ، وانطباع صورته صلى الله عليه وسلم فى صدره ، وقيام الإكثار منها مقام الشيخ ، قال صلى الله عليه وسلم : " أولى الناس بى أكثرهم صلاة على " . { هُمْ } مع تلك المراقبة لحق منهم الله عز وجل { مِن خَشْيته } من خوفه الشديد ، أو بسبب خوف عذابه عز وجل متعلق بقوله : { مشفقون } قدم للحصر والفاصلة ، أى كائنون على حذر من أن يقربوا زلة ، أو من أن يكون فى خشيتهم قصور ، والخشية خوف مشوب بتعظيم ومهابة ، ولذلك وصف بها العلماء فى قوله تعالى : { إنما يخشى الله من عباده العلماء } [ فاطر : 28 ] والإشقاق خوف مع اعتناء ، ومن شدة خوف الملائكة أن جبريل عليه السلام يتضاءل أحياناً حتى يصير كالوصع ، وما روى جابر بن عبد الله عنه صلى الله عليه وسلم : " مررت ليلة أسرى بى جبريل عليه السلام وهو بالملأ الأعلى ملقى كالحلس البالى من خشية الله تعالى " .