Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 36-36)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإذا رآك الَّذين كَفَروا } أشركوا وقوله : { إنْ } أى من { يتَّخذُونكَ إلاَّ هُزُواً } حال من الذين أو الكاف وهزء مفعول ثان بمعنى ذا هزء ، أو نفس الهزء ، أو بمعنى مهزوء به ، حصر اتخاذهم إياه على الهزو أى لا يجاوز اتخاذهم إياك الهزء ، وقيل : المعنى ما يفعلون بك إلا اتخاذك هزءاً ، وهو تفسير معنى لا صناعة ، وجواب إذا قول محذوف عامل فى قوله : { أهذا الذى يذْكُر آلهتَكُم } تقديره قالوا : اهذا الذى ، وليس الجواب أن يتخذونك إلا هزءاً لأنه لا يصلح شرطاً فلا بد فيه من الفاء لو كان جواباً كسائر أجوبة ، إذا فى القرآن وغيره على الأصل ، ومتى لم يقرن ما يتوهم أنه جواب ، قدر جرياً على الوارد كقوله تعالى : { وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم } [ الجاثية : 25 ] كسائر أدوات الشرط ، فلا تخص إذا بجواز عدم الفاء كما قال بعض ، مع أنه لو جعل { إن يتخذونك إلأ هزواً } جوابا لم يجز على معنى القول فى قوله : { أهذا الذى } بل لا بد أن يقدر قول معطوف على أن يتخذونك أى ، ويقولون أو حال أى قائلين إن يتخذونك ، أو ضمن هزءاً معنى القول ، فينصب أهذا الذى إلخ . وإذا كان كذلك فتقديره جوابا ، أولى لسلامته من شذوذ ترك الفاء ، ومن حذف العاطف والمعطوف ، والاستفهام إنكار وتعجب عاملهم الله بعدله ، والمراد يذكر آلهتكم بالسوء ، ولم يذكر بالسوء لأنه معروف إذا هو صلى الله عليه وسلم عدوّ لها ولهم ، أو ضمن الذكر معنى العيب ، أى أهذا الذى يعيبها ، وكذا يقال فى قوله عز وجل : { سمعنا فتى يذكرهم } [ الأنبياء : 60 ] وحذفوا السوء أو ضمنوه هزواً تأدباً مع آلهتهم . { وهُم بذكْر الرَّحْمن هُم كافرون } حال من ضمير القول المقدر ، والمعنى أنكروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر آلهتهم بالسوء ، مع أنها لا تنفع ولا تضر ، والحال أنهم يذكرون الله بالجحود أو بالشركة ، مع أنه لا نفع ولا ضر إلا منه ، وأنه المعروف بغاية الرحمة ، أو حال من واو يتخذونك ، وكرر قوله هم تأكيدا بإشهارهم فى السوء ، وهو توكيد لفظى للأول ، وكافرون خبر للأول وقيل ذكر بمعنى القرآن أو التوحيد أو الوعظ والإرشاد بالرسل والكتب ، أو ذكر رحمن ذكر لفظ الرحمن إذ قالوا ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة ، وفيه ضعف ، والأولى ما تقدم أولاً . مَرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبى سفيان وأبى جهل بتحدثان ، وضحك أبو جهل وقال : هذا نبى بنى عبد مناف فغضب أبو سفيان فقال : ما إنكارك أن يكون لبنى عبد مناف نبى ، فوقع صلى الله عليه وسلم فى أبى جهل وشتمه وخوفه ، وقال : " ما أراك منتهياً حتى يصيبك ما أصاب عمك الوليد بن المغيرة " وقال لأبى سفيان : " ما قلت ذلك إلا حمية " نزلت الآية فى ذلك على ما قيل .