Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 68-68)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قالُوا } كان فيهم القول ، أى قال بعض لبعض { حرِّقوه } فان النار أشد ما يعذب به ، ولذلك كانت عذاب الله فى الآخرة ، لا يعذب بالنار إلا ربها : { وانصروا } بتحريقه { آلهتكم إن كُنْتم فاعلين } مريدين لفعل ننصرها ، وإن لم تعذبوه البتة ، أو عذبتموه بغير النار ، فقد خذلتموها ، أمرهم نمرود بن كنعان بن سنجاريب بن نمرود بن كوس بن حام بن نوح عليه السلام ، وروى أنه تليت الآية على ابن عمر فقال : أتدرى يا مجاهد من أمر بذلك ؟ قال : لا ، قال : رجل من أعرب فارس ، يعنى الأكراد ، على أن الأكراد من الفرس ، وذهب كثير الى أنهم من العرب ، وذكر ، أن منهم جابان أبا ميهون من الصحابة ، ولعل المراد بالأعراب أهل الصحراء ولو عجماً ، ومات نمرود ببعوضة فى دماغة ، صارت فيه كالفرخ . وذاكر ابن عطية أن الآمر بذلك رجل من الأكراد خسف به الأرض تلجلجاً الى يوم القيامة ، واسمه هبون ، وقيل : هدير ، وذلك لأمره ، ولو كان المنفذ له نمرود لا إياه ، وحيى نمرود الى أن مات بالباعوضة حبسوه ، وجمعوا له الحطب الغليظ أربعين يوماً ، وقيل شهراً ، وأوقدوه فى حظيرة فى بلدة يقال لها كوشى من قرى الأنباط فى حدود بابل من العراق ، ولا يمر عليها طائر إلا احترق ، ولا يقدرون على أن يقربوها ، فأمرهم إبليس ، أو الرجل الذى أمر بهما أن يلقوه فيها بالمنجنيق ، وجعلوه فيه مغلولا مقيداً ، فصاحت ملائكة السماء والأرض : إلهنا ما فى أرضك من يعبدك غير ابراهيم وهو يحرق فيك فإذن لنا فى نصره ، فقال عز وجل : إن استغاث بأحد منكم فلينصره ، وان لم يدع غيرى فأنا إلهه ووليه ، وعالم به ، فخلوا بينى وبينه ، فإنه خليلى ، ليس لى خليل غيره ، وليس له إله غيرى . فأتاه خازن الماء ، وخازن الرياح ، فاستأذناه فقال : لا حاجة لى إليكم ، حسبى الله نعم الوكيل ، وأتاه جبريل وهو فى الهواء ، فقال : هل لك حاجة ؟ فقال : أما إليك فلا ، فقال سل ربك ، فقال هو عالم بحالى ، وحين أوثقوه قال : لا إليه إلا أنت سبحانك لك الحمد ، ولك الملك ، لا شريك لك . وفى البخارى عند قوله تعالى : { وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } [ آل عمران : 173 ] قالها ابراهيم حين ألقى فى النار ، ومحمد حين قيل إن الناس قد جمعوا لكم ، وأنت خبير بما هنا من روايات ، أن الضفادع تسعى فى إطفاء النار بالماء ، فذهب ثلثاها ، وأن الوزغ كان ينفخ فى النار الى غير ذلك ، كانت المرأة تنذر أن عليه كذا من الحطب ، لإحراق ابراهيم إن نالت حاجتها ، ولم تضره النار ، وبقى ضوءها وإشراقها ، ولم تغيره شيئاً سوى أن أحرقت كتافه ، أبقى الله حرارتها على الكتاف ، وأزالها عنه كما قال الله جل وعلا .