Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 98-98)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنَّكُم وما تعْبدونَ من دُونِ الله حَصَبُ جهنَّم } ما لغير العاقل أصلاة ووضعاً ، ولا تستعمل فى غيره أو فى العموم ، إلا لدليل ، فلا تدخل الملائكة إذ عبدتها بنو المليح بالصغير بطن من خزاعة ، ولا عيسى إذ عبده النصارى ، ولا عزير إذ عبده اليهود ، والنبى صلى الله عليه وسلم ذكر الآية لابن الزبعرى حين احتج بهؤلاء على معنى أنها لم تشملهم ، ثم إنه شهر حتى لا يخفى عن نحو ابن الزبعرى أن الملائكة وعيسى ، ويلتحق بهم عزير يكرهون أن يعبدوا ، فكيف يعذبون بما فعل غيرهم بلا رضاً منهم . دخل صلى الله عليه وسلم المسجد ، وصناديد قريش فى الحطيم ، وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً ، فعرض له النضر بن الحارث فأفحمه صلى الله عليه وسلم وتلا : " إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم " الآيات الثلاث ، فأخبر الوليد بن المغيرة عبد الله بن الزبعرى بذلك ، فقال ابن الزبعرى : ولو وجدت محمداً لخصمته ، فدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : أنت قلت : { إنكم وما تعبدون } الخ ؟ قال : " نعم " قال : عبدت النصارى المسيح ، واليهود عزيراً ، وبنو مليح الملائكة ، فقال صلى الله عليه وسلم : " عبدوا الشيطان " فأنزل الله عز وجل : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى } [ الأنبياء : 101 ] أى عزيراً والملائكة وعيسى { أولئك عنها مبعدون } [ الأنبياء : 101 ] ونزل فى ابن الزبعرى : { ما ضربوه لك إلاَّ جدلاً بل هم قوم خَصِمون } [ الزخرف : 58 ] . وروى أنه صلى الله عليه وسلم قال له : " ما أجهلك بلغة قومك إن الله تعالى قال : { وما تعبدون } ولم يقل : ومن تعبدون " يعنى أن أن ما للأصنام لأنها لغير العقلاء ، ولو أراد الملائكة وعزيراً وعيسى لقال : ومن تعبدون ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ما أجهلك بلغة قومك صحيح المعنى غير ثابت الرواية ، وسمى الله الأصنام وعبادها حصباً ، لأنهم يرمون لجهنم كما يرمى الحطب للنار ، وأصله الحجارة الصغار ، يرمى بها إنسان أو غيره كما قرأ جماعة : حطب جهنم بالطاء ، وعن ابن عباس الحصب الحطب بالزنجية ، وإنما يذكر فى القرآن من العجمة ما ذكره العرب منها أو ما ذكره الله عن أهلها . { أنتُم لَها واردونَ } مستأنف مؤكد لما قبله ، واللام بمعنى على أو للاختصاص ، أو لام تقوية على أن الورود متعد كقوله : ورودها ضعف وارد عن العمل ، لكونه وصفاً لا فعلا ، ولتقدم المعمول ، فقوى بها والورود ها الدخل والخطاب للكفرة ، أولهم ولما يعبدون تغليباً للعاقل ، وفى ورودها معهم زيادة غم ، إذ علموا أنها معهم ، ولا شأن لها كيف عبدناها حالها هذا ، وقد أضعنا عبادتها إذ لم تشفع لنا وعذبنا بها .