Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 36-37)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والبُدْنَ } جمع بدنة بقرة أو بعير ذكر أو أنثى ، تنحر بمكة هديا كالضحية من الغنم ، وسميت لأنها تسمن ، ثم تهدى فهى عظيمة البدن ، روى مسلم عن جابر : كنا ننحر البدنة عن سبعة فقيل ، والبقرة فقال : هى من البدن وعن مجاهد والحسن ليست منها ، روى أبو داود عن جابر عنه صلى الله عليه وسلم : " البدنة عن سبعة ، والبقرة عن سبعة " ويجمع بأن الأصل والأكثر استعمالها فى الإبل ، وقل فى البقر أو هى منها حكما فى الأجر لا لغة { جعلناها لكم من شعائر الله } علامات دينه { لكم فيها خير } دنيوى ودينى عند ابن عباس ، وعن السدى دينى { فاذْكُروا اسْم الله عَليْها } عند النحر باسم الله ، والله أكبر ، اللهم منك ولك ، وقال أبو حيان : الله أكبر لا اله الا الله ، والله أكبر اللهم منك وإليك . { صوافّ } كل واحدة قائمة صفت ثلاثة أرجل ، وتعقل اليد اليسرى عند الجمهور كما يفعله النبى صلى الله عليه وسلم كما رواه ابن أبى شيبة ، وأبو داود عن ابن ساقط الصحابى ، وعن ابن عمر اليمنى ، وعن عطاء أيهما شئت ، وهو حال من مجرور على { فإذا وََجبَت جُنُوبها } سقطت علىالأرض كناية عن الموت ، أو وجبت ثبتت بلا تحرك جنب منها ، وذلك موتها ، ولم تجر عادة بذبح البقر قائمة ، بل مضطجعة ، وقلما نحر البعير مضطجعا عند الأوائل فترجح أن البُدن الإبل . { فكُلُوا منْها } ثلثا ومنه الادخار للأكل { وأطْعمُوا القانع } ثلثا والمراد الجنس فشمل القانعين وما فوقهما ، وهو الراضى بما يعطى ، ولا يسأل أو بما عنده ، والفعل قنع يقنع كفرحت أفرح أو هو الساتر لفقره بعدم السؤال كالقناع الساتر للرأس { والمُعْترّ } ثلثا والمراد الجنس ، وهو التعرض للسؤال ، وهو يسأل : وقيل القانع السائل ، والفعل كسألت الله أسأله كقوله : @ وما خنت ذا عهد وأبت بعهده ولم أحرم المضطر إذ جاء قانعا @@ والمعتر المتعرض بلا سؤال ، وعن سعيد بن جبير ، القانع أهل مكة ، والمعتر غيرهم ، وعن مجاهد الجار ، ولو غنيا ، وقيل الصديق الزائر ، والصحيح الأول والقسمة بالثلث لابن مسعود ، وقيل عن محمد بن جعفر من ذرية فاطمة للقانع ، المعتر ثلث والأهلى ثلث ، واللبائس الفقير ثلث ، ويروى ادخر ثلثا ، وكل ثلثا وتصدق ثلثا ، وعن سعيد بن المسيب للبائس الفقير ، والقانع والمعتر ثلاثة أرباع ، ولك الربع قيل وهو مضطرب ، ولا يأكل مما هو كفارة . { كذلك } التسخير لها الذى شاهدتم حتى قويتم على عقلها ونحرها مع قوتها { سخرناها لكم } أثبتناها بعد ، ويبعد أن المعنى سخرناها لكم كما أمرناكم بذلك ، وإنَّما قلت ما ذكر ، لأنه لا يشبه الشىء بنفسه ، أو أولى من ذلك أن يقال : سخرناها لكم على الكيفية التى شاهدتم { لعلَّكُم تشْكُرون } إنعامنا بالتقرب مخلصين ، ونفعها لكم ، ولا حاجة لله بها كما قال : { لن ينال الله لحومها ولا دماؤها } فينتفع بها ، أو لن تصيب رضا الله ، بها تصيبونه بالتقوى كما قال : { ولكن يناله التَّقوى منْكُم } بجعلها من حلال ، وإخلاصها وقيل أرادوا بسط اللحم حول الكعبة ، ونضحها بالدم تعظيما لها كالجاهلية ، فنزلت الآية { كذلك سخَّرها لَكُم } كرره تذكيرا للنعمة ، كقوله : أنعمت عليكم أنعمت عليكم فانتبهوا ، وتعليلا بقوله عز وجلّ : { لتكبِّروا الله } لتعتقدوا كبرياءه لقدرته على ما لا يقدر الخلق عليه ، فتوحدوه بصفاته وأفعاله ، أو لتقولوا الله أكبر عند الإحلالُ أو التذكية { عَلى ما هداكم } ما مصدرية ، والتقدير على هدايته إياكم متعلق بتكبروا لتضمنه معنى تشكروا أو تحمدوا ، أو التقدير لتكبروا الله شاكرين ، أو حامدين على هدايته إياكم أو على للتعليل . { وبشِّر المحسْنِين } العابدين الله بتوحيدهم له ، والإخلاص فى قولهم ، وفعلهم كأنهم يشاهدونه حاشاه عن إمكان مشاهدته .