Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 47-47)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ويسْتَعجِلُونك } أى قريش حين تتوعدهم بالعذاب على الإشراك { بالعَذاب } إنكاراً لوقوعه ، واستهزاء به ، وتعجيزاً لك ، وذلك ذم لهم أو فى معنى الاستفهام التوبيخى ، والعذاب موعود به الله لا يتخلف ، ولو أبطأ كما قال عز وجل : { ولن يُخْلف الله وعْدَه } أى وعيده . وهو الإخبار بذلك العذاب ، فالوعد يستعمل فى الشر كما فى الخير ، أو المراد مطلق ما وعده من خير أو شر ، فدخل عذابهم ، قيل وعذاب الأمم السابقة ، وترده لن . قال أبو عمرو بن العلاء لعمرو بن عبيد المعتزلى يا أبا عثمان كيف قلت : لا خلف الله وعيده ، وخلف الوعيد مدح ألم تسمع قول القائل : @ ولن يخشى نجل العم ما عاش صولتى ولا أنا أخشى صولة المترد وإنى إذا أوعدته أو وعدته لمخلف إيعادى ومنجز وموعدى @@ فقال له عمرو : إذا صرت الى ذلك فقد قيل : @ إن أبا خالد المعتدل الرأ ى كريم الفعال والبيت لا يخلف الوعد والوعيد ولا يبيت من ناره على فوت @@ فانقطع أبو عمرو بن العلاء ، قلت : لا ينقطع لاحتمال أن الشاعر أراد أنه لا يخلف الوعد والوعيد جيمعاً ، بل الوعيد فقط لأنه لم يقل لا يخلف الوعد ولا الوعيد . { وإنَّ يوماً عنْدَ ربِّكَ كألف سَنة ممَّا تَعدّون } أى المدة الطويلة عندهم مدة قصيرة عند الله تعالى : { إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً } [ المعارج : 6 - 7 ] والعذاب المذكور عذاب الدنيا ، وقيل : انه الأخروى ، وإن اليوم وقته الاخروى ، وهو المراد بقوله : { عند ربك } وكونه كألف سنة لشدته وقيل إن أيام الآخرة اعتبرت طوالا ، واليوم فى الآية من أيام الآخرة ، والآية صريحة فى أنه تعالى لا يخلف ما وعد ، وخلفه نقص تعالى عنه ، ولو فى الشر لأنه تعالى لا يكذب ، لا يجهل عاقبة تبدو له ، فيرجع إليها لا تبدوا له البدوات علمه عام قديم .