Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 52-52)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وما أرْسلنا من قبْلكَ } من للابتداء { منْ رسُولٍ } من صلة لتأكيد العموم المعلوم من انكرة بعد اللفظ والتصريح بالاستغراق ، بحيث لا يبقى وجه واحتمال ، وهو من أوحى اليه وبعد الى غيره بأمره شرعى جديد . أو مقرر لما تقدمه كأنبياء بنى إسرائيل بين موسى وعيسى عليهما السلام من الرجال { ولا نبى } من أوحى اليه كذلك بعث الى غيره أول لم يبعث ، أو للرسول مبعوث الى غيره بشرع جديد ، والنبى بالجديد أو بالتقرير وقيل : الرسول بالمعجزة والكتاب ، والنبى من لا كتاب له . { إلا إذا تمنى ألْقَى الشيطان فى أمنيته } دليل على جواز اتيان الجملة بعد إلا مطلقا ، وشهر أنه لا بد أن يليها مضارع أو ماض مسبوقة بفعل ، أو مقرون بقد ، ويجاب بأن ألقى متصل بلا تقديراً ، وإذا خارجة عن الشرط والتمنى نهاية التقدير أو القراءة كقول حسان فى عثمان : @ تمنى كتاب الله أول ليلة تمنى داود الزبور على رسل @@ كما فى ديوانه ، وهو راجع للتقدير لأن القارىء يقدر حرفاً حرفاً ، والأمنية التمنى ، أو لصورة الحاصلة من التمنى ، والمعنى أن الشيطان يلقى فى قراءة الأنبياء ما يبطلها ، كما قال : { وإنَّ الشياطين ليوحون } [ الأنعام : 121 ] { وكذلك جعلنا لكل نبى } [ الأنعام : 112 ، الفرقان : 31 ] الآيتين ، وذلك كقولهم : يحل ما ذبحتم ، ويحرم ما ذبح الله حين قرأ : { حرمت عليكم الميتة } [ المائدة : 3 ] وقولهم : عيسى والملائكة عبدوا من دون الله حين قرئ : { إنكم وما تعبدون } [ الأنبياء : 98 ] الآية والشياطين ، كما تلقى فى قراءة الأنبياء تلقى فى الرؤيا إذا نزلت من السماوات ، وكانت تحت السماء الدنيا فما فى السموات صادق ، ولا بد وما تحت السماء هذه يصدق ، ويكذب وفى الحديث : " الرؤيا الصالحة من الله تعالى والحلم من الشيطان " ومن الصالحة رؤيا عائشة رضى الله عنها ثلاثة أقمار نزلت فى حجرتها ، قصتها على أبيها فلما توفى صلى الله عليه وسلم ودفن قال أبوها هذا أحد أقماركم وهو خيرها ، ولما توفى أبوها ودفن فيها قيل لها هو القمر الثانى ولما دفن فيها عمر لها هو الثالث . { فينسخ الله ما يلقى الشيطان } برد النبى له أو بوحى { ثمَّ يحكم الله آياته } يأتى بها مغبته لا تقبل الرد ، والأفعال الثلاثة لتتجدد ، وثم للترتيب الرتبى ، لأن الأحكام أولى من النسخ المذكور وأظهر ، لفظ الجلالة بعد يحكم لزيادة والإيذان بأن الألوهية تقتضى أحكام الأيات ، وكذا إظهار الشيطان للإذان بأن الشرور من شأن الشيطنة { والله عليمٌ } علماً عظيماً بكل شىء ومنهما ما يلقى الشيطان والإظهار لما ذكر { حَكِيمٌ } فى تسليط الشيطان بالإلقاء ، والجدال .