Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 58-58)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والَّذين هاجَرُوا فى سَبِيل اللَّهِ } تركوا ديارهم لأجل دين الله { ثمَّ قُتِلوا } لجهادهم ، وهذا أولى من تفسير سبيل الله بالجهاد استدلالاله بذكر القتل بعده { أو ماتُوا } بغير قتل ، والخبر هكذا ، والله { ليرزقنَّهم الله } ومن منع الإخبار بالقيم وجوابه قدر الخبر قولا حاكياً لهما هكذا أقول أو يقال ، أو مقول فيهم ، وجوابه ليرزقهم الله { رزقاً حَسَناً } مفعول به ليرزق ثان ، أى نعيماً حسناً أو مفعول مطلق على بعده على المعنى المصدرى ، وعلى إخراجه الى معنى مرزوق كالوجه الأول ، يكون من باب ضربته سوطاً ، وذلك فى الجنة ، ولو كان لا اختصاص للمهاجرين ، لأن المراد التبشير بالسعادة ، والإخبار بأن سببها الهجرة ، وأيضاً لهم مزيد التأكيد بالقسم أو الرزق الحسن الذى أخبر به فاق رزق غيرهم . وقيل فى البرزخ لقول سلمان الفارسى رضى الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من مات مرابطاً أى ولو لم تثبت له الهجرة ، أو مهاجراً ولو لم يقتل أجرى عليه الرزق وأمن من الفتانيْن " اقرءوا ان شئتم : " والذين هاجروا فى سبيل الله " الى " حليم " فالهجرة تساوى القتل فى الجهاد ، لما مات عثمان بن مظعون ، وأبو سلمة بن عبد الأسد قيل : من قتل من المهاجرين أفضل ممن هاجر ولم يقتل ، فنزلت الآية تسوية بينهم . وروى أنه مر على فضالة بن عبيد بجنازتين من المهاجرين ، أحداهما قتيل فمال الناس على القتيل ، فقال : هما سواء لقوله تعالى : " والذين هاجروا " الآية ، وعن أنس عنه صلى الله عليه وسلم : " المقتول فى سبيل الله والمتوفى فى سبيل الله بغير قتل هما فى الأجر شريكان " وظاهره التسوية ، وذكر بعض أن المهاجر شهيد ، وقال جماعات من المهاجرين : يا رسول الله علمنا لهؤلاء الشهداء فما لنا ونحن نقاتل معك ؟ فنزلت الآية مسوية . { وإنَّ الله لَهُوا خَيرُ الرَّازقين } لأنه رزق من يشاء بغير حساب . ويرزق ما لا يقدر غيره عليه ، كالإنبات والأمطار والتوليد ، ولا يمنّ ولا يرجو مكافأة ، ولأن غيره يعطى مما أعطاه الله عز وجل ، والآية صريحة فى تسمية غيره تعالى رازقاً على معنى مجرد الاعطاء كما جاز فى غيره أيضاً رزق ويرزق ، ومنع الراغب فى غيره لفظ رازق .