Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 65-66)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَلَم تَر أنَّ الله سَخَّر } سهل { لكُم ما فى الأرْض } من نباتها وحيوانها ، ومياهها ومعادنها وجبالها ، تتصرفون فى ذلك بحسب المنافع { والفُلْك } عطف على ما عطف خاص على عام ، لمزيته بالقرابة مع كثرة منافعها وقوله : { تجرى فى البَحْر بأمره } حال من الفلك ، أو الواو عطفت الفلك على لفظ الجلالة ، وتجرى على سخر عطف معمولين على معمولى عامل واحد هو أن ، وهو ظاهر فصيح . { ويُمسكُ السَّماء أن تقَعَ على الأرْض } أى عن أن تقع ، أو أو كراهة أن تقع بدل اشتمال من السماء على تضمين يمسك معنى يمنع ، والعطف على سخر وهو دليل على قدرته تعالى إذا أوقف جسما ثقيلا فى الهواء بلا علاقة من فوق ، ولا أعمدة من تحت ، مع عظم ثقله ، قال صلى الله عليه وسلم : " أطَّت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع قدم إلاَّ وفيه ملك قائم أو ساجد " لا يقع بعضها على الأرض ولا كلها ولو كان بعلاقة أو أعمدة لاحتاجت الى علاقة أو أعمدة فيتسلسل { إلا بإذنه } بمعنى لو أراد أحد وقوعها لم تقع بسبب ما ، إلا بإن أراد ، ولا يريد ، وغنما يكون المور والإشفاق والطى والتبدل ، وصح التفريغ لأن فى الإمساك معنى النفى كأبى . والسماء الجنس لقول ابن عباس : إن خفت سلطانا فقل : الله أكبر ، الله أكبر من خلقه جيمعا ، الله أكبر من خلقه جميعا ، الله أكبر مما اخاف وأحذر ، أعوذ بالله الذى الذى لا اله الا هو ، الممسك السماوات السبع أن يقعن على الأرض إلا بإذنه ، من شر عبادك فلان وجنده وأتباعه من الجن والأنس ، إلهى كن لى جاراً من شرهم ، جل ثناؤك ، وعز جارك ، وتبارك اسمك ، لا إله غيرك ثلاث مرات ، وليس هذا وعيداً ، بل امتنان كما يدل له الامتنان فى قوله : { ألم تر أن الله أنزل } [ الحج : 63 ] الخ ، وقوله : { ألم تر أنَّ الله سخر } الخ . وقوله : { إنَّ الله بالنَّاس لرءوف رَحيمٌ } إذ أنزل ماء ، وسخر لكم ، وهيأ أسباب المنافع ، ولم يعطل ذلك بوقوع السماء ، وسهل لهم دلائل الدين والرأفة ما يقتضى دفع المضرة والرحمة ، ما يقتضى جلب المنفعة ، وأخرت لأن الرأفة أهم وأبلغ لا للفاصلة ، لأنه لو أخر لفظ رؤوف لصح فاصلة ، لأن الواو تعاقب الياء فى الردف كما فى الحميد ، بل وجدت الواو في قوله : { وهُو الذى أحْياكُم ثمَّ يُميتكُم ثم يُحييكُم إنَّ الإنسان لَكَفُورٌ } وقيل : الرحمة أعم ، والأظهر تعليق بالناس برءوف فتقديمه على طريق الاهتمام لا للفاصلة ، والإحياء الأول من مضغة وعظم ، والثانى من القبور ، والإنسان الجنس ، المراد أن فى الناس مبالغة فى الكفر لا فى كل فرد ، وقيل : الإنسان الكافر مطلقا ، ولو قل كفره لأن الكفرة الواحدة للتضمن كثيرا من الكفر ، وعلى نوع عظيم منه ، وقيل : الأسود بن عبد الأسد ، وأبو جهل ، وأبى بن خلف ، فإما أن أل العهد عنده صلى الله عليه وسلم وإما تمثيل من قائله .