Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 73-73)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا أيها النَّاس ضرُبَ } بين لكم { مَثلٌ } حال غريبة أو قصة غريبة فى اللوح المحفوظ أوالماضى ، لتحقق الوقوع بعد ، وذلك كمثل سائر فى الأمصار والأعصار { فاسْتعُموا له } للمثل للتفكر فيه ، أو لأجل المثل ، وفسر المثل بقوله : { إنَّ الذين تَدْعون من دُون اللَّهِ } الى قوله : " ضعف الطالب والمطلوب " ويضعف أن يكون المعنى جعل لله شبه فاستمعوا له أو لأجله ، فتعرفوا بطلانه بعجزهم عن خلق الذباب وعن استنقاذ ما يسلب الذباب عنهم ، والخطاب فى : { يا أيها الناس } للمكلفين ، ولو ذكر { إن الذين تدعون } على معنى أن فيكم هؤلاء الداعين من دون الله ، خاطبهم بما فعل بعض كقولك : يا بنى تميم القاتلين لفلان ، والقاتل بعضهم ، أو الخطاب للكفار ، وعبر عن الأصنام بالذين لأنها عندهم كالعقلاء . { لن يخْلقُوا ذُباباً } لن يقدروا على خلقه مع صغره { ولو اجْتمعُوا له } أى لخلقه ، وعبر عن القدرة بلازمها ومسبها وهو الخلق ، واختاره مما يماثله فى الصغر ، أو كان دونه ليرتب عليه قوله { وإن يسْلبُهم } أى الأصنام التى يدعون { الذُّباب شيئاً } مما يلطخونهم به من عسل أو عطر أو زعفران أو نحوه ، لأن الذباب هو المعروف بالوقوع علىالاشياء الدسمة ، وسمى ذبابا لأنه يذب أى يطرد فيجع من الذب ، بمعنى الاختلاف ذهابا ورجوعا { لا يسْتنقذُوه } لا يخلصوه { منه ضَعُف الطَّالبُ } الذباب { والمَطْلوبُ } الصَّنم ، كانوا يلطخونها بأنواع الطيب ، ويغلقون عليها ، ويدخل الذباب فيمتص منها ، فهو طالب لذلك ، وهى مطلوبة بذلك ، أو الطالب الأصنام تطلب مجازا ما سلب منها ، والمطلوب الذباب تطلبه بالرد ، أو المطلوب الأصنام ، والطالب عابدوها ، يطلبون أن تنفعهم .