Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 18-18)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وأنزلنا من السماء ماءً } السحاب أو إحدى السماوات إلى السحاب ، ثم إلى الأرض ، والله قادر أن ينزل فى لحظة ماء من مسافة عشر مائة عام ، على أن غلظها خمسمائة وكذا بين الأرض وبينها ، ولم يقل منها أى من الطرائق ، لأن الإنزال من هذه السماء فقط لا منهن جميعاً ، وقيل الماء سيحون بهند وجيحون ببلخ ، ودجلة والفرات بالعراق ، والنيل بمصر ، على جناحى جبريل ، واستودعها الجبال كما قال : { فأسكناه فى الأرض } ولا يحسن تفسير الآية بهن خصوصاً { بقَدر } بتقدير لما يليق متعلق بأنزلنا ، أو نعت الماء { فأسكناه فى الأرض } جاء فى الحديث ، " كل ماء فى الأرض نزل من السماء " ولعل ماء البحور المالحة ، ولا سيما المحيط هو من الماء الأول الذى كان العرش عليه ، لم ينزل من السماء . { وإنَّا على ذَهابٍ به } الباء للتعدية ، أى على إذهابه ، والنكرة فى الإثبات عامة على سبيل البدلية ، فهى للعموم من هذه الجهة كالتى فى النفى للعموم الشمولى ، فحصلت المبالغة فى الإثبات بذلك ، كما حصلت فى النفى ، فالحاصل نذهبه أى إذهاب شئنا { لقادرون } كما قدرنا على انزاله وإثباته ، روى عنه صلى الله عليه وسلم : " أربعة أنهار من الجنة سيحان وجيحان عند المصيصة وطرطوس والنيل والفرات " وأما سيحون وجيحون ففى هند وبلخ ، وفى رواية خمسة بزيادةدجلة ، وإذا خرج يأجوج مأجوج رفعت هذه الخمسة بشرب يأجوج ومأجوج ، مياهها ورفع القرآن والعلم كله ، والحجر الأسود ، وهدمت الكعبة ، ورفع مقام إبراهيم ، وتابوت موسى بما فيه ، فيفقد أهل الأرض خير الدنيا والآخرة ، والمشهور أن الحبشة هم الذين يهدمون الكعبة .